ليلى أسامة - محض الجنون

أن أشتهيك ..
أحلمُ بك..
أقتاتُ على ذكراك ..
أهذا هو محض الجنون…؟؟!!

أن تكون أنت الغائب الذي لا يفتأ يُعلمُني معنى الحضور..
يبيحُ لعقلي أن يرفضُ الإعتراف بأبجدية الغيابِ
وحتمية الوداع المّر…..

يا أنت .. يا راحلاً عبر بوابة الحنين والاحتياج….
ودالفاً كمسرب ضوءٍ على أحلامي..
أن تبقى ..
هذا هو محض الجنون.. !!

يومها..
حين قررت أنك تعبٌ.. نزقٌ .. تحتاجُ أن تنام..
تحتاجُ أن تُغمضُ الجفن قليلاً – قليلاً فقط – عن واقعٍ أكثر إيلاماً
من ممارسة الهروب..
عشرُ شتاءات إلتحفتُ أنا – وحدي- بردها بانتظارك تستيقظ
فلا تفعل..
منذُها وأنا أفكر : ألهذا الحد الواقع مرير..؟!
أم أن النوم أشهي ..؟!
ويبقى انتظاري .. بين همسات الموجودين:
هو محض الجنون..

أمي تجادلني: إلى متى؟!
أُقبلُ طرفها الواجل.. وأبتسم ..
أبي يرفق بي .. ويخصني بحنانٍ .. يظنُ أن غداً سيكون أفضل لا محال..
الرفاقُ يجاهدون بإخفائها..
شفقةٌ تذيبُ القلب الوَلِه…
أُعانقهم في عقلي وأُمارس الركض في الدروب وحدي..
يظنون أن ركضي هو محض الجنون…

جميعهم لا يفقهون ..لا يعون.. لا يدركون
أنك وحدك القادر على تشكيل الحياة وضبطُ إيقاعها..
أنك مهما غبت حاضراً..
تفتحُ شرفات الروح فيندلق زغبُ الحمام…
تخيطُ صدرك المفتوح ..
ما يتساقط كافياً لإنبات شجيراتِ حنٍّ وريفة…
تربتُ على كتفي.. أتلفَّتُ ..
أستجديك أن تبرهن للكل إنك هنا..
بحنانك تمسحُ جزعي..
فلا أعود أهتم..
يُغادرني الأسَى..
وأصرخ: ألاَ تصدقوني..
هذا هو محض الجنون… !!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى