أيمن مارديني - في صحوة الحياة

بين النوم والصحو تكون خصلة من شعر حبيبتك أيضا تصحو على خدك.
عندما تشتم رائحة عطر خفي بين الوسادة والغطاء.
هي قبلة ناعمة حذرة، تلامس جبينك، وابنك يهمس: بابا ... هل استيقظت، حان موعد الذهاب الى الحديقة كما وعدتني البارحة.
أو دفء تسلل الى كفيك، عند احاطتك بكوب القهوة في الصباح.
شلالات الماء البارد عندما تنهمر على جسدك، وانت مغمض العينين، وأمنية طفولية أن تعود الى الفراش وتنام. دون الذهاب الى العمل اليوم.
بالون أزرق اللون، ينفلت من أصابع ابنك وقبل أن يبتعد، تنهمر الدموع من عينيه. تلتقطه له، وتناوله إياه. ويضحك عاليا ضحكة مازالت مبللة بالدموع.
أن يصل اليك صوت ابنك، وهو يتكلم مع صديقه ويقول له: أبي هو أغنى انسان في العالم.... هو يشتري لي الشوكولا كل يوم.
في الحديقة، وأنت تركض خلف حبيبتك، تحاول أن تلحق بها، لتضع دودة صغيرة على شعرها، وهي تخاف وتهرب منك، ولكنها ترتمي في حضنك فجأة، وتسارع في تقبيل شفتيك: ألا تفعل.
موسيقى تستمع اليها أول مرة، وتداهمك صحوة وغيمة ووردة، وأنت في انتشاء.
كتاب كنت تبحث عنه، كان يقرأه لك أبوك كل يوم، قبل النوم.
صديق قديم تراه يعبر الشارع أمامك، لم تره منذ أيام المدرسة. وعندما تلتقي نظراتكم، ينتشر عطر التوت الذي كنتما تسرقانه من شجرة الجيران.
نقطة... نقطتان، بل ثلاثة، وتفتح السماء أبوابها لك فجأة، وتصير مبللا بمطر دافيء في صيف لم يعتد المطر بعد، لكنه اشتاق اليك المطر ، أراد أن يلهو معك، وترقصان سوية في الطريق، بعد أن يتردد المطر في الرقص خجلا.
و.......
أكمل أنت الجمال في الذاكرة بما تراه سعيدا.
لنهتف سوية: نحن هنا لنحيي الحياة، وليس لنحيا الحياة .


أيمن مارديني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى