رمضان الصباغ - العاشق الجوال.. شعر

معذرة يا أصدقاء
فليلة البارحة انتحرت الأصداء
وصارت القرية فى ثيابها الممزقه
تنام
ورأسها تنام تحت المطرقه
وفى عيونها سنبلة الظلام
* * * *
قرأت كفى عند عراف شهير
يا ولدى الصغير
كلامك انتحار
وحبك انتحار
وفعلك انتحار
* * * *
بين المصلين كان
لم تمض لحظة وصار فى الأموات
كأنه لم يكن الإمام
أو قائل الكلام
(اليوم هزمنا الرومان
وغدا نضرب ضربتنا الفاصلة، ونرفع
فوق جبال العظم البنيان)
يا سيفه المسلول!!
يا سيفه المسلول!!
بين المصلين كان، ثم مات
كأنه لم يكن الإمام
أو فارس الشجعان
* * * *
أشرب حزنى كى أطير
أخرج من بوتقة الصدأ
من عالمى الضرير
من زمنى الذى اهترأ
* * * *
لم تنته الجولة بعد
سوف تسير حتى آخر الطريق
فالحلم أول الخطى
والنار فى النهاية
علامة على ضراوة الحكايه
* * * *
ويعبر الجريح ألف عام .. بعد عام
ويركب البحار .. يمضى فى الظلام
وسيفه المكسور
فى الجعبة القديمه
علامة الختام
- مازلت يا صديق
فى أول الطريق
* * * *
حبيبتى
لو تعلمين أن وجه القمر البرئ
تعلوه مسحة من الأسى
وأننى حين أحاول الكلام
يشمخ العراف فى حديثه المسموم
لكننى، لا أملك الرضوخ والسكوت
واننى لو اسكت الألفاظ فى فمى .. أموت
فالكلمة الشوهاء
ترشق فى دمى بلطة أيام الصقيع
تصلبنى على رخام المعبد المهجور
ترسمنى على الحوائط البللور
زخرفة تحط فيها رهبة الدموع
وفى كيانها يمر خنجر النفور
**************************
الجوع والبكاء جدولان يجريان فى قريتنا الحزينه
(اصبر وتجلد
مازلنا فى شهر الصوم
اربط حول الأمس حزام اليوم
واركب ناقتك وسابق ريح القول
- يا للهول!!
لا تحزن. قد يأتى القوم )
*قد يتأخر موكبهم، أو لا يأتون
قد يأكلهم ليل الزمن المأفون
(أربط حول الأمس حزام اليوم)
- يا ويلى
من أزمنة الجوع
وأنا أتعبد لإله الصوم
********************
الجوع والبكاء جدولان يجريان..
والخوف سيد القبائل المسالمه
والرمح مرشوق بأعين العشائر المنومه
والموت للذى يسطر المشورة
او ينطق الكلمة الممرورة
* * * *
قالوا: - وقد كنت أحاور النهار
ابحث عن كلمة نقية وعن مقاطع ابتسام
تجرى بها حرارة النشيد
قالوا بلكنة امتهان:
الصمت أبلغ الكلام
الصمت أبلغ الكلام
والويل للذى يبوح بالمحرمات
- يا ويلتى
والنار فى الضلوع
والقلب فى مدينة الشبع
من حوفه يجوع
* * * *
معذرة يأصدقاء
فالريح مازالت تعوقها الجبال
معذرة لعاشق جوال


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى