ليلى أسامة - شهية الكتابة

شهية الكتابة..
تطرقُ باب الحزن الملائكي عند اعتاب هذا المساء...
فالحزن هو من يصنع لها نكهة البوح..
كعشق القهوة للجنزبيل... يلسعها بالمرارة.. ويمنحها في ذات الوقت امتياز التفرد...
وبذاك الطعم المغرق بالسواد.. تعيد للاشياء توازنها المفقود..
ما اربكني ..
انها تطرق بأدب ليس معروفا عنها..
وتأتيني علي مهل..
أن اكتب : هذا يعني ان البحر بداخلي يزداد هياجاً..
او انه قد انفتح عن الصدر جرح جديد..
انما البحر فاتر.. كسطح املس..
وان الصدر لم يكتمل حزنه النصاب بعد ..
فمن اين جأت اذن؟!

اااااااه..

ربما هو الهدوء الذي يسبق قدوم العاصفة.. بميل ربما..
او بضعة اميال؟!
او ربما لانه كما يقولون ان الالم الذي يغزونا حين جرح ما..
ليس هو الالم الحقيقي..
فنحن نتفاجأ بالم لا يطاق.. انما هذا هو حين تخفت حدته
هو اصعب.. اعنف.. اقوي من اللايطاق الذي نشعر به فعلياً..
بنفس منطقي الذي يقول اننا لا نشعر بمرارة الفقد منذ وهلة الغياب الاولي..
قد يكون للوداع وجع مختلف.. لا يشابه وجع الابتعاد.. ولا يشابه وجع الرحيل
ولا يشابه وجع الساعات الفارغة..
لكل وجع طعم مختلف.. ..ولكل ذكري وقع مختلف .. ولكل بحر هياج مختلف..
ماذا كنت اقول...
اه .. شهية الكتابة ....
أما زلتي هنا...!!!!

شهية الكتابة .. عاودتني مجددا"..
عاتبة" انا عليها ..
اذ انها تركتني علي جوعي منذ اخر مرة...
فهي حين تأتي لا تعرف اداب الزيارة ..
فتأتيك في اغرب الاوقات..
كأن تأتيك وانت علي شرفات حلم شهي..
تمارس فيه عيناك عناق الاجفان..
لتسلم نفسها طوعا " وهربا" للاشئ..
تأتيك وقتما تشاء لتعلمك كيف تثير جنون الورقة البيضاء ..
حين يراودها الحبر عن ذاته...
ولتكن انت الشاهد الفعلي علي علاقة حب ازلي لا تنتهي نشوته
بسقوط اليراع في احضان محبوبته...
انما لكل كلمة نشوتها الخاصة عند التقائها وعين القارئ...
فاما ان تصير معدية كما الفرح تماما..
او تتركك علي قيد الحزن.. وفي ذمة الحنين... !!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى