حميد نعمة عبد - غزل.. شعر

فيما كنت ارقب السماء
والحزن يتنقل في عروقي
كثري متخم .....
يهزني كالخريف
ومخالبه تتجه إلى القلب
وبراعمي التي أغلقت افواهها
وأيقظتها عواصف الشتاء
بدت عيونها الكئيبة
كمغارات اثرية
أضلاعي التي حلمت بعطر الياسمين
تحولت إلى قلاع محطمة
ولم تزل ذراعي
الموشومة بنقوش جاهلية
تومئ إلى السماء وتصرخ :
إلهي
يا ألهي..!
ماهذه الثلوج والنيران
الرمال الملتهبة والحرير
الديدان الوقحة والاشجار المثقبة..؟
لم هذه المخالب
التي تضرب أسوار القلب
كالمطرقة ...؟
ألهي......
إذا لم تبعثر آلامي
وتفرطها كالمسبحة
وتذهب بحزني كالسيل
فانك غاضب مني
ومن المتاريس التي يعج بها الصدر.
لذا فانا أخاطبك
وأناشدك بالأمهات
اللواتي فرغت قلوبهن
وتحولت إلى مضخات صدئه
أخاطبك..
وأتوسل إليك
أن تعيد لي دفء الخبز
ورائحة الطين.
اعد لأصابعي
صفرة التبغ
ولأسناني التسوس
لأقدامي الشقوق
ولجلدي خرائط التعرق والملح
وخذ منى ما تشاء
خذ مني تلال الصبر
ومراود الكحل
وخذني..
فمدينتي تحترق
وأنا مقيد كالأسير
مدينتي تحترق....
وحزني يتدفق على اكتافي كالشلال
وها هي نوافذي مشرعة
وابوابي لا تمنع الريح
سقوفي لا تقاوم العواصف
ولا الثلوج المتساقطة على جراحي كالنبال
فهل الملم اثوابي وأغادر كالبغية
أم أتابع الصراخ؟
وأسواري محطمة
وعيوني يغزوها الغبش
وقوافل الأموات
تتدفق امامي
كصخور البراكين



......
من ديوان (رماد بلون القمح)



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى