مازن موفق صديق الخيرو - طير ابن بطي.. قصة قصيرة

صوراته قادنه إلى رسم اوهامه ، حالة من الذهول تنتابه ليل نهار ، كانت المواجهة الأخيرة قاسية بالنسبة له ، طرق الباب ودخل عليه ، كان ينتظره ليلقي السموم ، تتسلل منه رسائل ليله الأبيض ، إنه يبني اللقاء الأخير ، تعالت حال دخوله الأصوات ، لكن صوته حبسته آهات السنين ، الجالسون في محيط طاولته يترقبون ساعة الحسم ، غادره طيره ، ليصطاده مرة أخرى غدراً يراه في الآخرين ، تتسارع اللحظات ، وتزدحم الأجساد ، تغير مناخ خديعته الكبرى ، مصائر يحددها وجه طائره الجديد ، إنه يعرفه جيداً ، العم سعيد لطالما حمله على يده ، يدعى عند أهل قريته
( طير ابن بطي ) ، كانت ابتسامته لا تفارق المكان ، يحثو شعاع الشمس ليظله ، يغطي اوجاعه ، يجمع قوته ليطعمه أشواكاً يغرسها فيه دون دليل، يحمله والعتمة تلف عباءتها حوله ، أدار وجهه عن الجميع ، واخرج أضراسه باتجاه نافذته الأمامية ، ألقى له في عمق منامه أفعى ، وكأنها كواليس خديعته ، وخيالات شيطانه الأخرس ، رفع رأسه ، تجاعد قلبه ، تمزقت روحه مودعاً أفعى طيره ، ينزف طعناً ويصيح :
" مات الصديق ".


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى