غنت فيروز مُغـرّدة.. بين (السيدة فيروز والشاعر نزار قباني) والشاعر المتمرد فيصل بليبل

نسب الكثير من المدونين هذه القصيدة قصيدة (عـفوا فيروز ومعــذرة) خطأ للشاعر نزار قباني الذي يكون قد عارضها بأبيات من شعره، وعارضها شعراء آخرون، بينما ان ناظمها الحقيقي هو الشاعر السوري المعارض فيصل عبدالهادي بليبل، وقد جاءت بمخطوط (الدروب إلى حزيران) صفحة 46



غنت فيروز مغردة
وقلوب الشعب لها تسمع :
" الآن الآن وليس غدا
أجراس العودة فلتقرع "
من أين العودة فيروز
والعودة يلزمها مدفع
والمدفع يلزمه كف
والكف يلزمها اصبع
والاصبع يلهو منهمكا
في طيز الشعب له مرتع
اقطاب البعث قد اجتمعوا
ماخوس وزعين والأكتع
باعوا الجولان برمته
وقبضوا من ثمنه أجمع
لو أدى البعث رسالته
لقبضنا من ثمن الأقرع
خازوق دق بأسفلنا
من شرم الشيخ إلى سعسع
" ومن الجولان إلى يافا
ومن الناقورة إلى أزرع "
خازوق دق بأسفلنا
خازوق دق ولن يقلع
عفوا فيروز ومعذرة
أجراس العودة لن تقرع .
( هكذا حفظت القصيدة في العام ١٩٧٢ . ربما ينقصها شطر أو بيت أو بيتان ، وقيل لي إن القصيدة كتبها طالب طب في جامعة دمشق ونسبت إلى نزار قباني ، واليوم قرأت أن كاتبها هو الشاعر السوري فيصل عبدالهادي بليبل من الرقة السورية وكان معارضا لجمال عبد الناصر وهجاه بقصيدة وتوفي في العام ١٩٨٤ )
أبيات أخرى :
^ ماخوس يقول : سنقاتل
وزعين قد شتر المدفع
جمال يصيح من ألم
وحسين بالعار مقنع "


قصيدة عـفوا فيروز ومعــذرة
مخطوط ( الدروب إلى حزيران )
صفحة 46




======================





مصطفى حجي - بين فيروز ونزار «ليست لنزار»


أثناء متابعتي للأخبار، وفي خُضُم ما يحدث الآن من معارك على الساحة العربيّة بشكل عام والفلسطينيّة بشكل خاص، أثناء هذا خَطَرتْ لي قصيدة متداولة شهيرة يَنسِبُها مَنْ يقوم بتداولِها إلى الشاعر نزار قبّاني، وفي قِصَّتها يُقال أنه عندما غَنَّتْ فيروز "زهرة المدائن" رد عليها نزار بهذه القصيدة بعد هزيمة العرب عام 1967

القصيدة تقول:

غنَّتْ فيروزُ مُغرِّدةً
وآذانُ العرب لها تَسمع
الآنَ الآنَ وليس غدًا
أجراسُ العودةِ فلتُقرع
مِن أين العودة فيروزٌ
والعودةُ تحتاجُ لمدفع
والمدفعُ يَلزمُه كَفٌّ
والكفُّ يحتاجُ لإصبع
والإصبعُ مُلتذٌّ لاهٍ
في { دُبُرِ } الشعب له مَرتع
عفوًا فيروزُ ومعذرةً
أجراسُ العودة لن تُقرع
خازوقٌ دُقَّ بأسفلنا
من شَرَم الشيخ إلى سَعسَعْ
ومنَ الجولان إلى يافا
ومن الناقورةِ إلى إزرُع
خازوقٌ دُقَّ بأسفلِنا
خازوقٌ دُقَّ ولن يَطلع

أنا شخصيًّا كنت أظنّ هذه القصيدة لنزار قباني، القصيدة مشتهرة جدًّا باسم نزار، لدرجة أنَّ الشاعر المعاصر -تميم البرغوثي- قد ردَّ عليها، على فيروز ونزار وقال:

عفوًا فيروزٌ ونزارٌ
فالحالُ الآنَ هو الأفظع
إنْ كانَ زمانُكما بَشِعٌ
فزمانُ زعامتنا أَبشَع
مِنْ بشار المانِع إلى سعدٍ
من حُسْني القَيْءِ إلى جَعجَع
أوغادٌ تلهو بأمَّتِنا
وبلحم الأطفالِ الرُّضَّع
تُصغي لأوامر أمريكا
ولغير "إهودٍ" لا تَركع
زُلمٌ قد باعوا كرامتهم
وفِراشُ الذُّلِّ لهم مَخدع
كُنَّا بالأمس لنا وَطنٌ
أجراسُ العَودِ له تُقرَع
ما عادَ الآنَ لنا جَرَسٌ
في الأرض، ولا حتى إصبع
إسفينٌ دُقَّ بعَوْرتِنا
من هَرَم الجيزَة إلى سَعسَع

ثم أتى رابع ورد على الثلاثة، فيروز ونزار وتميم، وأتى خامس ورد على الأربعة، وسادس وسابع حتى أصبحت القصيدة "موضة" في المجاراة. (ههههههههه)

لكن المفاجأة هي أنَّ القصيدة الأولى ليستْ لنزار، أقول ليست له لأنني قرأتُ كل دواوينه ولم أجدها في أيٍّ منها، إنّما هي للشاعر السوري ابن مدينة الرقة -فيصل عبد الهادي البليبل- فقد وجدتها في أحد دواوينه...
-فيصل البليبل- صاحب القصيدة هو شاعر عاصَر الاحتلال الفرنسي لسوريا واستقلالها والوحدة بين سوريا ومصر والانقلابات العسكرية الكثيرة في سوريا قبل وبعد الوحدة، وُلِد عام 1919 وتوفي في الثمانينات بعد إصابته بالشلل...

كان شاعِرًا فذًّا وبليغًا، مُهتمًّا بالسياسة ونقدها بشعره، لكنه ليس مشهورًا على المستوى العربي كنزار قباني، إنّما كانت شهرته تقتصر داخل القطر السوري فقط... كَتَب دواوين عِدَّة من الشعر، منها ديوان تحت اسم "قصائد مزَّقها جمال عبد الناصر" (هو اسم الديوان وليس المقصود أنَّ عبد الناصر مزَّقها فعليًّا 😄) هذا الديوان هو الّذي وجدتُ فيه القصيدة المذكورة.

رغم أنّي أشك في هذه المعلومة لكنّي سأذكرها: (يُقال أن سبب إصابته بالشلل هو تسميم مخابرات حافظ الأسد له).




======================

الشكر الكثير للأستاذ الدكتور عادل الأسطة الذي لفت انتباهي الى ناظم هذه القصيدة الاشكالية الشاعر السوري فيصل عبدالهادي بليبل




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى