رعد زامل‎ - ‎ عن الخراب وظلامه المر.. شعر

‎1

لا قطارَ ينتظرني
ولا محطات ْ
فانا عابرُ سبيل
احملُ عمري
كما لو انهُ
كيسٌ من النفايات
واقفُ على طرقٍ تتقاطع
لكنها جميعاً
تؤدي إلى ذاتِ الخراب !

2

في كلِّ ارض
بوسعِ البذرة
أن تصبحَ شجرة
والشجرةُ أن تغدو غابة
إلا في هذه الأرض
حيثُ الغابةُ تمسي شجرة
والشجرةُ تعود بذرةً
والبذرةُ من بعد ذلك
تغدو وصمةَ عار
على جبينٍ
اسمهُ الأرضُ الخراب .

3

على الإمبراطور
الذي اتخذَّ من دمي
وقوداً في الحروب
على الأب
الذي اتخذَّ من
ظهري جملاً إلى الصحراء
على المرأة ألتي
خذلتني في أولِ الورد
وعلى الأصدقاء
الذين تركوني تحتَ
طاولةِ الشعر بلا ذكرى
عليهم جميعم
أن يُصلحوا حياتي
التي أفسدوها
وسأكفُّ عن ملاحقتهم
واكتفي بالنعيب
شاهداً كالبوم ِ
على هذه الخراب .

4

كلُّ شيءٍ يخبو
كلُّ شيءٍ يخبو
في الخرائب التي
نسميها البيوت
كلُّ شيءٍ يخبو
وحدَها التعاسة
تلمعُ كفضيحةٍ هناك
وأنا في ظلامها المُر
كلما لاحَ لي
على جدرانها عنكبوت
دعوتهُ إلى
طاولةِ الوحشة
وقلتُ له :
كُنْ نديمي في
هذا الخراب ..

5

كلُّ شيءٍ قد ضاع
غرناطةُ بالأمس
واليومَ غزة
بينما في
دهليز تاريخنا المجيد
وبعدَ كلِّ قمة
ثمةَ طفلٌ يصرخ
الغوثُ يا جداه
أغثني يا صقرَ قريش
ولكنَّ الصقرَ
كعادتهِ لا يهبطُ إلى القمم
ولا يمدُّ يدَ العونِ والجناح
وان مدَّهما
فليسَ فيهما سوى
ريشةٍ واحدة
ريشةٍ لا تكفي
لتدوينِ هذا الخراب .

6

عن اللامعِ الجسورْ
الذي ما من معركةٍ
إلا وتركتْ على
وجههِ حفنةً من غبار
وما من صولةٍ للمجد
إلا وخضَّبتْ ذاكرته
بصليلِ السيوف
بالأمسِ شعرَ بالآمِ الظهر
لما تذّكرَ
الذين َامتطوه في
الطريق إلى القمم
وحينما فكرَ بحياته – الآن –
حياته المحفوفةِ بالروث
والذبابِ
قضى نحبهُ من الحزن
البائسُ المسكين
سليلُ داحسَ والغبراء
بالأمسِ فجراً
نافقاً عثروا عليه
بينما جثتهُ
تلوحُ في الإسطبل
كأعلى
صرخةٍ في
وجهِ هذا الخراب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى