رضا أحمد - أريد حياة تخصني لا أكثر.. شعر

أريد حياة تخصني لا أكثر
مع عرض مخصص لذوي الأقنعة الهزلية؛
فتاة على الورق تعذبها وخزات الإبر
امرأة من بلور ظلها شمس تزهق النظرات
وعجوزًا كما تقتضي حاجة الزمن
لأداة تعذيب كالحكمة أو الخبرة السيئة.
...

لا تجعلني أدين لك بأسباب موتي
ولا بخروج صراخي من بين أسنانك
وقت حاجتي لرفيق؛
لست التي تسحب عينيها من أمام الخوف
كسيدة تتحرى الوداعة كفعل إنقاذ
ولا تلك التي تنفض من قلبها الليل
وهو يؤثث لتاريخه الرحيم بكل هذه المصابيح.

الجبل الذي تسلقته كان صوت الرب
لم يرغب سوى في مكان بعيد يصرخ فيه
فأسمعه يتداعى إلى طفل صغير
يبحث عن أمه.

الماء الذي شق عظامي
كان نشوة لحظة حرجة بين أن أكون حجرًا يتدحرج أمامك
لا تستطيع أن تفتت إرادته بأزميلك
إلا ليصير امراة قوية
لن تصلبك في منتصف الليل كتلميذ خائب
ولكنها ستنظف ذاكرتك بالكلور والبوتاس
حين يستدعي الأمر،
أو أن أكون كتابًا
بين صفحاته ﻗَﺪَﺭٌ يأكل روحك حتى التخمة
ويصيبك بالحنين إلى كل شيء يسلبك رجاحة عقلك
بعد أن تفرغ عاطفتك من الإيمان
والطمأنينة.

الغار الذي لعق جسدي
لم يجد حبة ملح واحدة تؤنس جدرانه في الليل
وتنير في عينيه قناديل الشبق،
كانت أطرافه ناعمة عمياء
وهو يسحب أنفاسه من صدري،
يعرف ما عليه أن يفعل لأتحقق من براءته؛
يرسم في كفه شباك عناكب
ويقول: هنا أنت وحدك
اغزلي لي حيوات تشبعني ولا تجعليني فيها الطريد،
وأحيانا يعوي كذئب وحيد
يطارد حمامة لن تقتل جوعه
لكنها تسلي أمسياته بالهديل الخائف.

أنا في الحقيقة لا يطيب لي إلا أن أغني في الزحام
حين يصبح جمهوري آلاف الآذان
القادرة على استضافة صوتي في البرد والجوع
وآلاف الحناجر التي تبحث عن الحرية
على سبيل التغيير.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى