رسائل الأدباء رسالة من الأديب فاروق وادي إلى محمود شقير

الصّديق العزيز محمود شقير

تحية ومحبّة، وبعد..

أشكرك مجدداً للمتعة السّرديّة التي وفّرتها لي بقراءة " ظلال العائلة". والحقيقة أن سلاسة السّرد، بساطته ومتانته، جعلتني أقرأ بسرعة ولهفة لم أكن أتوقعها بعد متاعب العينين التي تفاقمت لديّ مؤخراً، وكنتُ أتسلل أحياناً بجزع إلى النسخة الورقيّة لأتابع القراءة بشغف وكما ينبغي أن تكون، حيث يشعرني ملمس الورق بالحميميّة التي كتبتَ بها أكثر من الضوء الاضطراريّ المنبعث من الأجهزة الإلكترونيّة، رغم تكسُّر الحروف في عينيّ وهروب بعضها وامحاء أخرى. غير أنني كنت عنيدا قدر الإمكان،ً وبما يقتضيه حبّ العمل الذي بين يديّ، وتقدير كاتبه.
تعرف أنني لست مجاملاً بما يتعلّق بالتّلقي الجمالي، ولولا عجزي عن الكتابة عن عمل قرأته الكترونياً، لقلت الكثير الكثير. لتحدّثتُ طويلاً عن جمال مرجعياتك في الرواية، التي تتكئ على عالمك الكتابيّ نفسه. حيث اللافت هنا أن تلك المرجعيات تعود إلى اسلوبيتك في القصّة القصيرة (مادة الحلم كما في في سقوف الرغبة) وحضور الشخصيّات الكونيّة (كما في شاكيرا وكونداليزا)، وربما غيرها، دون أن تنسى المرور على الجزئين الأوّل والثاني من ثلاثيّة العائلة. بمعنى أنه إذا كنّا نستطيع أن نشير إلى تأثرك الواضح بكاتب ما، فإننا لا نتردّد بالقول أنك كنت متأثراً بمحمود شقير كثيراً، ولا أحد آخر سواه، وهو وحده الذي يستطيع أن يدّعي عليك بأنك اقتحمت عالمه بجدارة واختلست منه ما تشاء!
الليلة، لا شكّ في أن روايتك ستكون حاضرة في سهرتنا الضيِّقة، إبراهيم نصر الله ومنى وسناء وأنا، ولا شكّ بأننا سنذكرك ونذكرالرواية بكلّ المحبّة والتقدير.
أما أنا، فسوف أعيد نشر التداعيات التي كتبتها على هامش "فرس العائلة"، التي لن أتردد في القول إنها الأقرب إلى قلبي ومزاجي وتقديري، لما تنطوي عليه من خيال جامح، جموح تلك الفرس التي لا تكفّ عن الرّكض في البريّة، وفي وعينا وأحلام يقظتنا ومناماتنا.

مع المحبّة.
فاروق وادي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى