عبدالله البقالي - سوق المساخيط من التراث الشفاهي الجبلي.

كان هناك سوقان أسبوعيان. واحد خاص ب "المرضيين" و الثاني خاص ب" المساخيط" الفرق بين السوقين كان واضحا. سوق المرضيين فيه الامن و الرخاء. و حتى الطقس يكون ملائما. و على العكس من كل هذا حال سوق المساخيط. اللصوص و الغلاء و المعارك. و سوء الاحوال الجوية اضف الى ذلك صعوبة التنقل.
واحد من رواد سوق المرضيين كان دائم التساؤل. لماذا سوق المساخيط على تلك الحال؟ . لم يصل الى جواب و قرر زيارة السوق لاكتشاف السر. و في يوم الاحد ، وهو يوم سوق المساخيط. قرر الذهاب. و حين وصل الرجل الى مدخل السوق تعثر ووقع على الارض. و قال بصوت هامس مخاطبا الله
" أربي. .. راني ماشي منم. انا فقط استطلع الأمر"
ما كاد يقف من وقعته حتى دهسه بغل. فقال مكررا كلامه لله
" اراني ماشي منم"
و توالت عليه الوقائع بسرعة. فمن لصوص الى لكمات من معارك جانبية و في كل مرة كان يوضح لله من كونه ليس من المساخيط لكن دون جدوى. قفل هاربا مغادرا السوق. لكنه سحابة ممطرة ظلت تلاحقه عبر طريق سيره الى بيته لحد ان ملابسه تبللت بالكامل. و حين وصل البيت و غير ملابسه و تناول غذاءه. فتح نافذة غرفته. فوجد السحابة مستقرة فوق بيته و تمطر بدون انقطاع . و انذاك رفع صوته صارخا مخاطبا الله.
" ياك اعييت ما نقولك انا ماشي منم. ما سمعتنيش . و اسمع مزيان دابا . و الله من دابا الفوق ما كاين غير ديك السوق. منم منم لا تقصرلكشي.


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى