إبراهيم الخياط - قلبي على قلبي شعر

شريكين كُنّا
وكأن كلّ البرايا ضدادُ
شريكين بلا ليلٍ
فيغمرنا من فجر الحروب
سواد
شريكين ولا منيةَ لنا
سوى دارٍ
تحوّطها ـ سهواً ـ بلاد
فلما أخرجتني من مضافتها
الأماني
شريكين بتنا : أنا والرماد
نزيلين بتنا ،
بعدما خَلتْ منيَ نار الياسمينْ
ونامتْ غربتي الكريمة
ـ في مهاجع البَخور ـ
تحلم بهل أتى على الشعراء حينْ ؟
وها أنتذا بخذلانك تياهٌ
تحت مزهى القالة النادمينْ
فما الذي أنتَ تبكيهْ ؟
وما الذي ترجى؟
يا عاشقاً تناهبته الغيرة الطبقية
واتسقتْ كاسات الانكسار فيهْ
قلبي عليكَ …
قلبي على قلبي ينوحْ
في أولِ حربٍ …
خسر الكلام
وفي آخر الحروبِ،
خسرَ الروحْ
وقلبي عليكَ ..
قلبي على قلبي حزينْ ..
وفي كل غزوةٍ كنت أتعب قبل قيلولةِ
الضحايا وأنا المشاء الشهيد في ركَب
الغُزاة الغُرّ ، كنت أرتقي أبراجَ
المخافة والقبابَ التي انتبذتُها من بين
أضلاع بغدادَ ، وكنتُ هياماً حدّ السكوتِ
حين أتلفع الغيمة الغشومَ وأمتهن
التجوالَ على محيط العراق ، هذا المسوّر
بالجزائر الرملية ،
وبضع راسيات غفينَ على سرابِ
قيل الحكومة ، هذا السفين الجامع للإغاثات
الخجولةِ واحتجاجاتِ الجيرةِ وشكاةِ
حبيبتي …
وكنت أبكي عليكَ …
قلبي على قلبي بكى
في غزوةٍ لم يشتك
في غزوة أخرى اشتكى
وقلبي عليكَ
قلبي على قلبي أمينْ ،
وفي كل نازلةٍ كنت اتنزه عند ملقى
الأنهار المسفرة من خرائب قرىً لم تهملها
مذكرة التفاهم أو حادي التجانيدِ
ولا الضباط المدنيون بعد الدوام الرسميّ
وفي كلّ جاريةَ كنت أجري ، وفي كلّ
راكدةٍ كنت أعوم ، ولمّا شربَ
القلب عراقه ، إكتفى بك منه
ـ يا كافتي ـ فارتويت .. بكِ ارتويت ..
وقلبي عليكِ …
قلبي على قلبي هفا
في غزوة لم يرتو
في غزوةٍ اخرى اكتفى
قلبي على قلبي نعمْ .



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى