ألف ليلة و ليلة محمد حسن عبدالله - لؤلؤ منثور

1- اللؤلؤة : الليلة الثانية بعد الألف !!
" وكانت شهرزاد – في هذه المدة – قد خلفت من الملك ثلاثة أولاد ذكور، فلما فرغت من هذه الحكاية، قامت على قدميها، وقبلت الأرض بين يدي الملك، وقالت له: يا ملك الزمان، وفريد العصر والأوان، إني جاريتك، ولي ألف ليلة وليلة وأنا أحدثك بحديث السابقين، ومواعظ المتقدمين، فهل لي في جنابك من طمع حتى أتمنى عليك أمنية !! فقال لها الملك : تمني تعطي يا شهرزاد !! فصاحت على الدادات والطواشية، وقالت لهم : هاتوا أولادي، فجاؤوا لها بهم مسرعين – وهم ثلاثة أولاد ذكور – واحد منهم يمشي ، وواحد يحبي ، وواحد يرضع . فلما جاؤوا بهم أخذتهم ووضعتهم قُدام الملك، وقبلت الأرض، وقالت : يا ملك الزمان : إن هؤلاء أولادك، وقد تمنيت عليك أن تعتقني من القتل إكراماً لهؤلاء الأطفال، فإنك إن قتلتني يصير هؤلاء الأطفال من غير أم، ولا يجدون من يحسن تربيتهم من النساء! فعند ذلك بكى الملك وضم أولاده إلى صدره ..."

2- المحارة :
- هكذا تُصور مخطوطة "ألف ليلة وليلة" في صيغتها التراثية، الليلة الثانية بعد الألف .
- كثير من المؤلفين المحدثين، فكروا في هذا – من جانبهم – فابتدعوا حكايات جديدة يمكن أن تكون امتداداً لليالي الألف السابقة . غير أن الختام الشعبي يبقى مهماً ودالاً على طبائع الرجال – بمن فيهم الملوك – والنساء – بمن فيهن الحسان – وطبائع العصر عامة .
- لقد توسلت شهرزاد للعفو عنها (بعدم قتلها) بأسباب تربوية (من أجل الأطفال)، ولوحت أمام الملك بأنهم ثلاثة ذكور (!!) وكررت هذا مرتين ؛ فقدمت البرهان للملك أن أولاده الذكور هم الامتداد الطبيعي الذي لابد أن يحسن التعامل معه .
- في الختام: أمر شهريار بإقامة الأفراح، وتعليق الزينات والأضواء، والأعلام على نفقته الخاصة في عاصمته أربعين يوماً متصلة، والنص على أن ذلك كان على نفقته يحمل دلالة معاكسة، وهي أن زمن الحكام الظالمين مثل شهريار، إنما كانت تقام الزينات على نفقة التجار والشعب بوجه عام .

3- الهيــر :
- اللؤلؤة من الصفحة الأخيرة من "ألف ليلة وليلة" – الطبعة الأولى – مقابلة وتصحيح الشيخ ( محمد قِطة العدوي) – مطبعة بولاق – 1252هـ – نسخة مصورة عنها نشرتها مكتبة المثنى ببغداد .
- المحارة من كتابي : "فنون الأدب" – دار الكتب الثقافية –الكويت – الطبعة الثانية – 1978 – ص163 وما بعدها .


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى