يوسف الكندي - كحالة فقدان الما بعد..ا

استيقظ ثقيلا هذا الصباح ، كانت هناك مجموعة من الصخور تتكدس فوق صدره بينما تتوزع أعضاؤه في أنحاء الغرفة بعد ليلة ذئبية وعنيفة عـندما أصر زملاؤه أن يودعـوه بحفلة بمناسبة تقاعده ، لملم أعضائه ودخل الحمام ، أزال الماء كل الصــخور وأزال كذلك النساء والمدخنـين والكؤوس الناضجة والأطباء والدائنين وبرامج التلفزيـون وخـرج في النـهاية جديـدا ، لكنه اكتشف أن دماغه خالية من أي فكرة .

خرج إلى الشارع خفيفا على غير العادة ، رأى الشارع خاليا من المارة والسيــارات والكلاب أسعده ذلك في البداية فسيحظى بقليل من الهدوء وستعزف قدماه سوناتا من التجوال الحر بعد أن اعتادت مشيا صلاتيا حتى الأمس ، ، لكنه وبعد عدة أرصفة أحس بالجوع ، دخل الكافتريا القريبة فاجأته بأنها خاوية مع ذلك تناول فطيرة سجلها في وارد معدته ثم أراد أن يضع نقودا فوق طاولة المحاسب لكنه اكتشف أن جيبه خال حتى من السجائر، خرج من الكافتريا بقلق ليس لأنه لم يجد أحدا فحسب بل لأنه لم يشعر أنه قد أكل شيئا ، توجه إلى الحديقة العامة كانت خـالية هي الأخرى ، ملأه التوتر والشك والتعب ، اختار كرسيا فجـلس عليه ، انتظر طويلا دون أن يمر عليه شيء ، بدأ الخوف ينهشه ، وبعد أن حدق حوله بعمق اكتشف أن الأشجار خاليـة من الأشجار وأن الهواء خال من الهواء ، وهناك حيث أرجل الكرسي شاهد ـ وقلبه يقفز إلى حنجرته ـ حذاءه خاليا من قدميه.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى