بابلو نيرودا - يا ابني!.. ترجمة حميد كوره جي

آه، يا ابني، قل ْ لي، هل تعلم من أين أتيتَ؟
من جزيرة فيها نورسات ، بيضاء جائعات.
أشعلنا، أنا وهي، في الشتاء، بجانب المياه ، نارا حمراء ،
استنفذنا كل ّ شفاهنا في قبل الروح،
رمينا كل شيء في النار، واحرقنا حياتنا.

هكذا جئت َإلى الدنيا.
لكنها لكي تراني ،
ولكي تراك يوما،
خاضت المحيطات،
ولكي أستطيع احتضان خاصرتها النحيلة،
تجولت ُ في أنحاء العالم،
بحروبه، وجباله،
برماله وأشواكه.

هكذا جئت َ إلى الدنيا.

فأنت تتقدم من أماكن كثيرة،
من الماء والأرض،
من النار و الثلج،
طالما تسافر إلينا الاثنين من بعيد،
من هذا العشق الرهيب الذي يكبّلنا،
نبتغي أن تُعْلِمنا، لأنك تعرف المزيد عن العالم الذي وهبناك.

مثل عاصفة عنيفة هززنا شجرة الحياة حتى أقاصي الجذور الخفية،
والآن تشرق أنت َ مغنّيا، على أعلى الأغصان، التي نصلها وإياك.





* ترجمها من الاسبانية الشاعر السويدي آرتور لوندكفيست الراحل عام 1992 في مجموعة شعرية بعنوان "قصائد القبطان" Kaptenens verser
  • Like
التفاعلات: مليكة ابابوس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى