حسن حميد - موشيه.. قصة قصيرة

في مدينة أريحا , وعند الصباح تماما, أقعى الخواجه موشيه , ونفر من جماعته قرب المدخل الشمالي لمخيم عين السلطان

كانوا جميعا متذمرين من البرد , والمطر , والمطاردات اليومية ! بدأ الوقت مبكرا , حين أطلق موشيه آهة طويلة وزفر ! فلفت انتباه صحبه , الذين قلبوه بأبصارهم , وهزوا رؤوسهم , ولم ينطقوا ، فحاله من حالهم تماما!

حينئذ , بدت أنظارهم مشدودة آلي مدخل المخيم , تنتظر ما يحمله اليوم الجديد!!

لحظات وانكشف النهار عن حركة ناس المخيم حشد من الصبية والشبان , والفتيات , والأمهات يملئون الأزقة والدروب , وحركتهم لا تهدأ.

تطاولت قاماتهم , وتفاوتت .

كانت الأوامر , لدى موشيه وصحبه , واضحة وصريحة , : ” تفريق التجمعات بالقوة ” لذلك امتد الكلام , وقامت ضجة الرصاص , والحجارة , والعصي , وزجاجات المولوتوف.

وانبعثت رائحة الغاز , والبارود , والبصل , والكاوتشوك وبدأ المشهد موجعا , وجميلا في آن واحد

ولاح صبية المخيم , وناسه , أن موشيه متعب ومنهك منذ الصباح , وهو يتراكض بجسده البدين مع جماعته , من مكان إلى آخر !

واحد من أبناء المخيم , قال لمن حوله :

” سيرى , هذا الثخين , أبشع مما رأى , وستتباهت حركته أكثر , والأيام بيننا”!

وتمتم موشيه نفسه , خوفا من وشاية أصحابه :

( يا إلهي , أما من نهاية لهذا العذاب ) ؟ ! دون أن يدري أن صحبه , مدوا هذه التمتمات في صدورهم منذ نهار الأمس!
  • Like
التفاعلات: مليكة ابابوس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى