ستيرلنغ براون Sterling brown - الكفيل.. تر: كريم المالكي

توخياً للسلامة - فالبرغم من كونه الآن ملازماً في الجيش وقد لا يرجع نهائياً للجنوب- دعونا نطلق عليه اسم هوستن، كان قصير القامة ونحيفاً، له وجه اسمر داكن ببشرة حساسة التقيته أول مرة في جلسة الاستماع في برمنغهام وحينها كشف لي خلال مرافقة قصيرة كيف أنه يحترق بفعل الظروف.

ومن خلال الحكم علي لهجته تعرف بأنه جنوبي المولد وحظي بتدريب من كلية تيوسكيجي.

وخلال جلسة الاستماع تلك، بدا بعض من المواطنين السمر شديدي العصبية من سير المناقشات وخصوصاً حول تدفق مجاميع الشباب الأجانب والزنوج المتطرفين داخل مدينة برمنغهام.

من جديد التقيته مصادفة في مدينة الأباما الصغيرة حيث كان يعمل في حقل التدريس. كان ما يزال ذلك المتكلم الهاديء بصوته الجهوري ذي النبرات المتهدجة علي الرغم من أنه لم يكن كذلك في قضايا أخري. لقد كانت روحه تطفح بالحقائق والنتائج المرة بشكل أعمق مما أتوقع من شخص تخرج من تيوسكيجي. بالنسبة له وبالنسبة للكثيرين من الخريجين كانت حاجة الزنونج تكمن في حق الترشيح، حيث إنه قدم دراسة فكرية عن الخدع السياسية وأساليب الحرمان من حق الترشيح في عموم الباما. وكان يسخر من الزنوج لأنهم يتساءلون عن تفسير لمثل هذه القضايا الدستورية.

لكنه عرف أيضاً كم انطبع عميقاً ذلك الشعار في رأس الطابور الديمقراطي في الترشح الرسمي والذي استخدم في كافة الانتخابات في الباما: الديك بشعار التفوق الأبيض الذي رسم علي شكل قوس فوق رأسه، فيما وضع تحته شعار من أجل الحق .

كان يعتقد ويخشي من أن الزنوج العديمي الفائدة رمز لهم بشكل جيد ب الدجاجة . وهذه الدجاجة قد تكون مصابة بخناق وشهاق والرجفة وكثيرة النوم.

لقد عزم أن يرشح نفسه وأخبرني بحيوية عارمة عن تجاربه مع هيئة المسجلين الاقليمية والتي تصل إلي حد المهزلة.

ولكي يتعلم شروط اللعبة والقواعد الخاصة كانت الخطوة الاستراتيجية الأولي للحصول علي حق الترشيح أن يشتري راديو من المخزن الأبيض ويقيده علي الحساب. وكان ذلك أول حساب له في المدينة وهذا قد يعني أنه بحاجة إلي كفيل أبيض ليقدم الضمان له عند افتتاح عملية الترشيح. وبعد اسبوعين قدم طلباً إلي هيئة المسجلين. وعندها سأل: هل لديك 300 دولار عن ملكية شيء يخضع للضريبة؟.

كانت إجابة هوستن ب كلا ، لكنه أضاف أنه علي علم بأن مؤهل الملكية يمكنه أن يكون بديلاً عن مؤهل معرفة القراءة والكتابة.

قالوا له بأنك علي خطأ، فإما أن تمتلك 300 دولار عن قيمة الملكية أو أن تملك أرضاً تصل مساحتها إلي 160 ألف قدم. وبدا ذلك الطلب كمن وضع نهاية للقضية قدر تعلقها بالهيئة.. وبعد بضع دقائق انتظرها هوستن سأل عما إذا يسمح له بتقديم الطلب في حالة تأمين ذلك. وفعلاً يمنح الإذن شرط أن تلغي الهيئة الطلب عندما لا يتمكن من امتلاك مؤهل الملكية وهكذا فإن كل الاحتمالات كانت ليست بصالحه. كما طلب منه أن يقدم كفيلين من المقيمين في المدينة ليكفلاه، وقد سمي علي الفور التاجر الذي اشتري منه الراديو والتاجر الذي يبتاع منه ملابسه.

وعندما طلب من التاجر أن يكفله، أعرب عن سعادته في الذهاب للهيئة والتوقيع لكنه لا يستطيع الآن ترك متجره ووعده بأنه سيذهب بعد العصر. ويشكره هوستن.. واتصل به عبر الهاتف ليحثه علي المجيء غير أن التاجر يكرر اعتذاره ووعده،، وشكره هوستن.. لكنه لم يستطع الذهاب بسبب انشغاله، ومع ذلك يعده بأنه سيذهب قبل موعد غلق الانتخابات.

وبعد ثلاثة أيام أخبره التاجر أنه كان مشغولاً وقوائم الترشيح قد أغلقت.. وبعد أسبوع يذهب هوستن إلي المتجر لدفع باقي حساب الراديو. ويعرب التاجر عن أسفه لعدم قيامه بهذا الواجب البسيط الذي طلبه منه ووعده بأنه سيكون سعيداً للذهاب عندما تفتح قوائم الترشيح المرة القادمة.

قال هوستن ستكون سعيداً سيدي.. إذن فإن ذلك سيحدث الشهر القادم.

وعندما افتتحت قوائم الترشيح من جديد الشهر القادم اتصل هوستن بالتاجر الذي أعطاه وعداً أنه في الثانية ظهراً سيكون عنده في المتجر.. وذهب هوستن لكنه أخبر بأن التجار خارج المدينة بسبب رحلة طارئة.

وبعد ذلك تقدم هوستن إلي التاجر الثاني الذي كانت له معه تعاملات أكبر ولكن وفق مبدأ الدفع النقدي غير أن المراوغة والتملص كانت أيضاً موجودة لأنه لم يكن يعرف هوستن بشكل جيد ليدلي بقسم عن طبيعة شخصيته، ولكنه وعد أنه إذا أكد ذلك رجل البريد وموظف المصرف فإنه سيكفله. وكلما كان رجل البريد يتصل بالتاجر يجده غير موجود وفي النهاية تمكن المصرفي من الإمساك به وإبرام موعد معه.

وبعد أن وصل التاجر إلي المجلس أخبروه بأنه وبعد البحث ظهر أن هوستن لا يملك 30 دولاراً عن قيمة الملكية أو مساحة الأرض. وهنا يقول: لم أكن أعرف أي شيء عن ذلك وأراد أن يغادر المكان مسرعاً، وهنا ردد هوستن آراءه بشأن المؤهل البديل المتمثل بكونه شخصاً متعلماً. لكنهم أخبروه: ذلك لا يعني أي شيء حتي لو كنت متخرجاً من هارفارد فما لم تقدم شرط الملكية لا يمكن التسجيل، وذلك الرأي ردده التاجر وتذكر هوستن أن التاجر بدا منتشياً بقوله ذلك.

غادر التاجر وهوستن المكتب، وشكر الأخير التاجر الذي سأله عم سيفعل بشأن الشرطين المذكورين؟

قال هوستن: سوف أسجل فهناك شرط في الدستور يحدده شرط امتلاك المؤهل.. وقد وجد هوستن عزاءه بشأن تلك المراوغة الطويلة من خلال نظرة الاندهاش التي غطت وجه التاجر.

ومن خلال اثنين من أصدقائه المضطلعين في القانون وصل هوستن من جديد إلي الهيئة ليتشاور معهم بشأن المؤهلات.

وأوضحت المسجلة أن شخصاً ما قد سأل نفس السؤال ولذلك فإنها قد دونته في السجل حتي لو كان يمتلك مؤهلاً بديلاً للملكية.

فقالت: كلا يجب أن يحمل مؤهل الملكية .

عندما تمت المصادقة علي التشريع اعتبر كل المؤهلين ضروريين.

لقد أهملت تلك القضية وبدأت المسجلة بالقراءة بنبرة المنتصر مشيرة إلي المؤهل الثاني: المالك أو الزوج المالك.. ل 160 ألف قدم من الأرض أو ملكية شخصية أو ممتلكات تدر عليه ما قيمته 300 دولار أو أكثر إلي آخره .

وبعد ذلك طلب منها قراءة المؤهل الأول، وأذعنت إلي ذلك مترددة غير أن مسجلاً آخر شارك ومن غير دعوة بقوله: إن هذه الهيئة سيتوجب عليها إغفالك لأننا نسجل من نرغب تسجيله.

لقد أعد المؤهل الأول للحاجة إلي قراءة وكتابة أي مقال في دستور الولايات المتحدة باللغة الإنجليزية.. ولنكون مشتركين بشكل منتظم في وظيفة قانونية خلال الأشهر الاثني عشر التي تسبق الوقت الذي يتقدم به الناس للتسجيل.. وإلخ.

وكانت الكلمة التي ترتبط بالمؤهل الثاني أو .

وعندما سُئل المسجل عما تعنيه كلمة أو قال تعني إضافة إلي استناداً إلي التفسير المقدم من النائب العام. وهنا يسأل هوستن ورفيقاه عن هذا القرار غير أنهم لم يحصلوا عليه. وهنا ينتقل مثيرو المشاكل الثلاثة عبر القاعة إلي مكتب القاضي بروبيت.

سألوا القاضي بصراحة عما إذا تعني أو في دستور الدولة مع . وأجاب القاضي بصراحة إنها كذلك.

وأضاف القاضي: عليه فإنك يجب أن تمتلك مؤهل الملكية اضافة إلي مؤهل القراءة والكتابة، والمسجلون يستقون حكمهم من نائب الادعاء لأن القاضي لا يعرف شيئاً عن أي قانون تمت صياغته.

وعندما استفسر من القاضي عما إذا تحوي كل قوائم المرشحين شرطي الأهلية حاول أن يتجنب الرد. وأبدي تذمره فقط أن يدخلوه بنزاع مع هيئة المسجلين .

ولكن ما هي الخطوات التي ينبغي القيام بها للحصول علي تفسير للقضية المختلف بشأنها؟ وهل هي القشة التي قصمت ظهر البعير.

- صرخ القاضي اكتشفوا ذلك بأنفسكم، وغادر مكتبه مسرعاً.

وبعد بضع ساعات، وفي الوقت الذي تجري فيه تهيئة الأوراق لتقديمها لمحكمة سيركت للحصول علي ايضاح بشأن مشكلة المؤهل. علم هوستن أن هيئة المسجلين تحاول الاتصال به عبر الهاتف. ومكالمة أخري من شخص غير معروف لكنه علي علاقة بالقاضي: أخبروا هوستن بأنه سيحصل علي أوراق التسجيل.

عندما دخل إلي المكتب كانت هناك ضجة واضحة. قالت إحدي النساء في الهيئة: ها هو الآن. قال المتحدث باسم الهيئة وكان مؤدباً: لقد قررنا أن ندعك تسجل.

قال هوستن: شكراً جداً كما أن الشهادة قد وقعت بتأريخ اليوم السابق بعدما نظر القاضي بقضية أو/ إضافة إلي .

وقد أخبر هوستن من الحكمة أن عليه أن يحصل علي اثنين من أبناء المدينة ليكفلاه.

وقام بتسمية اثنين من زملائه في المدرسة.

قال المسجل: نقصد شخصين من البيض.. ألا تعرف شخصين جيدين من البيض؟

أجاب هوستن بأدب: كلا سيدي لا أعرف شخصين من البيض.. يكفلاني.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى