سونيا الفرجاني - أريد أن أفقس بيض الأعشاش.. شعر

أقف إلى الشجرة في الظّلام،
وأنا بكاملي مغطّاة، بيدك التي نسيْتها فوقي،
أو مغلّفة بخوف فقدانها.
سيمرّ بي الصّبية الذين تتراوح أعمارهم
بين ثلاثة عشرة عاما و خمسة عشرة،
يتكلّمون بقوّة
ودفعة واحدة
أو يغنّون ويتقاذفون كرة مفرغة من الهواء.
حزني المخندق في حلقي،
سيفزعهم
كصفّارة لا ينبغي لها أن تنبس بصوت.
حمرة الشّمس في نصف العالم، ستمدّد عنقها لتضيء قليلا،
حول فوضاي
وعلب الصّفيح الفارغة.
لكنني، سأعشش في تلك الشجرة
واقفة مثلها
أقفز أو تقفز فوقي
تماثيل صغيرة
بتنانير قديمة.
لو أنّ يدك تنثر قطعا من الصُّدْفَةِ
على وجهي أو على آباء التماثيل

سأضحك،
سأتخيّل أنك قادم مع الصيّادين
من أماكن بعيدة
في جرابك حروف تصلح لترميم حروف تهشّمت،
وفي أجربتهم زوارق بحجم الحظّ،
تصلح لرياح قلبك العاتية،
وتصلح لحمل جثثي.
تقلّص حجمي
عند الشّجرة،
صار بوزن يدك
أو أنها ابتلعته
فصار يدك.
تلك الشّمس التي في الضفّة الأخرى
تشكو من وجع في عنقها
تمدّد نحوي
حتى صار خافتا.
صوتي أيضا خافت،
وصوت علب الصّفيح على الضّريح خافت.
ماتت الشجرة.
كان السّحاب في الظلام
أبيض

وكانت يدك تتوهّج.

أين أضع يدك؟
أريد أن أفقس بيض الأعشاش.
  • Like
التفاعلات: مليكة ابابوس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى