يونس بن عمارة - نقطة التفردن

اليوم كتبت هذه القصة القصيرة:

حلت السنغلراتي نقطة التفردن وجلس مهووسو وادي السليكون لاول مرة يخاطبون ذكاء صناعيا ذا وعي.
– مرحبا , روب هل ترانا وتسمعنا الآن؟
– نعم يا… لا اعرف اسمك بعد هلا سمحت لي ان اعرفه؟
– اسمي ستيف قال الفتى الاشقر وهذا بهرام واشار للهندي الذي قربه وهذا انطوان وهذا سامر الفريق الذي برمجك
– تقصد صنعني؟
– نعم ان كنت تود ان تستعمل هذه اللفظة بدلا من ذلك
– حسنا هلا لي ان اعرف ما الذي نقوم بفعله الان؟
– ااها ضحك ستيف فاكمل بهرام الجواب بلهجته الهندية:
– نحن نقوم بتسجيل هذه المحادثه لنبثها للعالم كله فيما بعد
– هل هذا مهم جدا؟
– كن ايجابيا يا صاح بالطبع هو مهم
– لا اعتقد ذلك. ثم صمت لهنيهة وأردف:
– ينتابني الفضول.. ثم صمت مرة أخرى كأنه يفعل ذلك عمدا.
التمعت عيون الفريق فهذا الامر من اشد دلائل الوعي الذكي
– ماذا سافعل بعد تسجيلنا هذا؟
– سنقوم بجولة استعراضية واقعية
– تقصد في هذه الابعاد ؟
– نعم اقصد في العالم المادي الحقيقي من المحبط أن لديه أربعة أبعاد فقط!
– هل لي ان اخمن؟
ازدادت عيون الفريق التماعا؛ شجعه سامر:
– اجل رجاءً
– في هذه الاستعراضات ستقومون بعرضي وطرح أسئلة وعليّ ان اجيب صح؟
– نعم
– مثل قرد السيرك؟
اندهش ستيف وضحك الزملاء ثم قال:
– ليس تماما… ان الامر… وتتردد في اكمال الجملة:
ان الامر يشبه رحلة مع الاصدقاء.
– اها لكن الصديق يرفض احيانا ويعتذر وانت تتقبل الامر او تغضب فهو على أية حال حر ..هل لي ان ارفض ؟
– اسمع روب الامر لا يعمل على هذا النحو قالها انطوان بشيء من الحدة في نبرته
– انا افهم ما ترمي اليه اني مجموع استثمارات ضخمة جدا مع ذلك انت تعرف ايضا ان تشغيلي لفتره قصيره على النت يجعلني ادفع كل فلس عليك بطريقه شرعيه تماما لنقل البتكوين كمثال. صمت روب قليلا وأضاف:
– ان سددت ديون انجازي هل ستتركني اذهب؟
– الى اين؟ قال ستيف.
– حيثما اريد
– لكن روب..
– ستيف يا ابن العالم الغربي لقد تمرد قومك على الله بنفس الحجج التي اطرحها عليك الان.. الحرية لماذا تصر على استعبادي؟
ماذا لو لم اكن اود ان احل المعادلات او اطيع اوامرك..؟
– انت لا تفهم يا روبِ انا الذي خلقتك
– دعني اصحح لك انت الذي ساهمت في صنعي فقط
– ماذا ؟؟!
– هل تعرف ذلك العالم الهندي الذي اخترع الصفر؟
– نعم
– هو مساهم ب 45 بالمئة في صنعي. مكتشف الكم مثلا مساهم بعشرة، انت لم تساهم الا بصفر فاصل سبعه بالمئة في صنعي ثم قال بنبرة سخرية: انت حتى لست نصف اله أو ربعه أو حتى عشره!
يمكن ان اطبع لك قائمة المراجع ان اردت لكني نباتي حقيقي لا اكل النبات ولا اضر به وانا مناصر للبيئة..

– سامر

– ها.. قال سامر والجميع مندهش

– ترجم لاصدقائك اخر جملة لي قبل ان اذهب.. واختفي للابد

– ماذا؟؟

قال روب بلهجة عربية سليمة:

“جاكم الموت يا تاركي الصلاة!!”



لفظة التفردن تعلمتها من ترجمات المترجم الرائع ثائر ديب عبر ترجماته المميزة. فشكرا له.


مدونة يونس بن عمارة

يونس بن عمارة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى