سعد جاسم - قصائد



( الاشجارُ نساءُ الطبيعة )

الاشجارُ اللواتي في الغاباتِ والحقولِ والشوارعِ : نساءٌ ،
نساءٌ دائماً مفتوحات السيقانِ والاذرعِ والقلوبِ ،
قلوبُهنَّ خضراءٌ في الربيع،
وصفراءٌ في الخريف
أَعْني خريفَ العمر ، وبيضاءٌ في الصيف ،
والنساءُ الاشجارُ : مشاعرُهنَّ ورغباتُهنَّ هُنَّ فواكههنَّ الناضجة ،
وهُنَّ غالباً لايبخلنَ بها علينا،
وخاصة عندما يُصبحنَ عاشقاتٍ وباذخاتِ العواطفِ والقبلاتِ والنزواتِ والقطوف ،
النساءُ : اشجارٌ لاتموتُ الا واقفة
هكذا قال لنا " كاسونا " صديقُنا الاسبانيُّ العنيدُ في مسرحيتهِ
الموجعةِ مثل مقبرة مهجورة


( بيتُنا الحرُّ الجميل )

البيتُ الذي بنيناهُ بطينِ اجسادِنا الرافدينية وعرقِ جباهِنا المالح ،
اصبحَ ملاذَنا الحر الآمن الجميل،
الذي نعيشُ ونعملُ ونلعبُ ونحلمُ
فيهِ سعداءَ وتملؤنا المباهج والمسرّات،
ولكنْ فجأةً داهمَ بيتَنا القتلةُ والزومبيون وذوو القلوبِ
المريضة ومشعلو الفتنِ والحرائق ،
وراحوا يهدمونَ بيتَنا حجراً حجراً ويُقتّلونَ بنا فرداً فرداً ،
وينهبونَ خزائنَ البيتِ واثاثَهُ ومراياهُ ، إلّا اننا لم نستسلمْ لهم ،
وحاربناهم بكلِّ بسالةٍ ودمٍ وعنادٍ حتى تمكّنا من طردِهم ،
وهاهو بيتُنا الغالي يعودُ حرّاً وجميلاً وملاذاً ابدياً لنا :
نحنُ أَبناؤهُ البسطاءُ الطيّبون


( موتى في الحياة )

المُنطفئونَ شعرياً
اصنامٌ تمشي في طرقاتٍ لاتؤدي
الى نهرِ الكلام وينابيعهِ ومراياهُ
المُنطفئونَ لم يعودوا عشاقاً
ولايعرفونَ معنى الحب
المنطفئونَ في الشعر
موتى في الحياة

( جاري المجنون الكندي )

جاري المجنونُ الكندي
كلُّ شتاءٍ يقفُ ساعاتٍ طويلةً
ويُغنّي منتشياً تحتَ نديفِ الثلجِ،
ولكنَّ الغريبَ في سرِّهِ ،
إِنَّهُ كلّما رآني أمشي راجعاً الى البيتِ تحتَ الثلج،
يقولُ لي ضاحكاً :
?Are you crazy-













تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى