مزمل الباقر - العمدة أحمد الرفاعي ( 5 – 5 )

قبل الدخول لما كتب تحت العنوان الجانبي الأول ( اليسار المصري ومسيرة حركة التحرر الوطني) ابتدر العمدة حديثه عن تجربته تلك في الصفحة الثانية من مقاله بفقرة تمهيدية يشير فيها ان ما سيرد لاحقاً في السطور القادمة من مقاله هذا ( ليس أكثر من شهادة أسجلها كواحد من الذين منحتهم مصر شرف الدفاع عنها في لحظة هامة من تاريخها، اثناء العدوان الاستعماري على منطقة القنال عام 1956، والشهادة ليست عن دور لعبته وحدي، بل عن دور شاركت فيه ضمن مجموعة أكبر من الرفاق الشيوعيين بعضهم ما زال على قيد الحياة، وبعضهم لم يتح له القدر قراءة هذه السطور، إنها صفحات من تاريخ حقيقي عاشه اليسار المصري لكن التاريخ الرسمي أبى أن يسجله). (الكتاب ص 198).

يتحدث احمد الرفاعي - تحت العنوان الجانبي الذي اورته في الفقرة السابقة - عن القيادات الوطنية التي يصفها بالمناضلة: أحمد عرابي، ومصطفى كامل، سعد زعلول ومصطفى النحاس وغيرهم ( انتهاء بالقيادات الجديدة ذات الاتجاهات التقدمية واليسارية التي كان الشيوعيين احد فصائلها). (الكتاب ص 198).

ويورد التأثير البالغ لليسار في المقاومة الوطنية حتى ان هذا التأثير ينطبق على الشعارت التي كان يقوم بترديدها جموع المتظاهرين (سادت في المرحلة السابقة على الوجود النشط لليسار شعارات أقرب إلى الرومانسية والتجريد وأبعد عن القضايا الاجتماعية مثل: "الجلاء بالدماء". "الدفاع عن أرض الآباء والأجداد"، ثم بدأت الحركة الوطنية تتغير بتبنيها لشعارات جديدة، من بينها "الكفاح المسلح"، "ضرب رأس المال والإقطاع". "الوقوف ضد اتفاقيات الدفاع المشترك"، "إلغاء معاهدة 36"، "الكفاح من أجل السلام"، "حق كل فرد في نصيب معقول من عائدات الدخل القومي"، "مكافحة الأمية".. وبإمكاننا القول دون مبالغة، أن الشيوعيين كانوا أول من رفع هذه الشعارات، ثم تبنتها ثورة 23 يوليو، ولا يعدو برنامج الضباط الأحرار أن يكون صورة مطابقة لبرنامج اللجنة القومية للطبة والعمال. والتي كانت أساساً مكونة من الشيوعيين والوفديين. لقد أصبحت الحركة الوطنية تسير تحت الشعارات التي رفعها اليسار). (الكتاب ص200).

العنوان الجانبي الثاني في مقال العمدة جاء بعنوان: (الكفاح المسلح في منطقة القنال 1951) يذكر فيه بطل المقاومة الشعبية ( .. القوى التي شاركت في الكفاح المسلح في منطقة القنال 1951 كانت تضم ثلاث مجموعات رئيسية: الاشتراكيون "مجموعة أحمد حسين". الوفدين، الشيوعين، علاوة على مجموعة الضباط الوطنيين الذين كانوا يرتبطون بحركة اليسار بصورة أو بأخرى. بل كان بعضهم عضواً في حدتو "عثمان فوزي، خالد محي الدين، أحمد حمروش، "... وتولوا الإشراف على التدريب، بل تعاون بعض القادة العسكريين القدامى مثل عزيز المصري معنا. ومن خلال الجيش استطعنا الحصول على أسلحة، بعضها كان قديماً يتناسب مع تاريخ قدامى العسكريين وبعضها كان متطوراً. وكان أحمد حمروش هو الذي يتولى نقلها إلى منطقة القنال). (الكتاب ص 200).
وعن مشاركة الأخوان المسلمين في هذا الكفاح المسلح يقول احمد الرفاعي:( وأذكر أن بعض عناصر الأخوان المسلمين شارك في المعركة. لكن ذلك لم يكن بقرار من قيادة الإخوان، وإنما فرضت القواعد هذا الموقف بحكم مشاركتها وتعاونها مع عناصر اليسار والوفد، لكن ظل حجم المشاركة من جانب الأخوان ضئيلاً للغاية إذ ما قورن بمشاركة القوى الأخرى). (الكتاب ص 201)

لكن العمدة لم ينسى ان يذكر الصعوبات التي تعرض لها المقاومة المسلح في منطقة قناة السويس والتي انحصرت في: الصعوبات المتعلقة بحمل السلاح، ثم إن تعاون المباحث العامة والقسم المخصوص لاجهاض حركة الكفاح المسلح وقيامه بالقبض على العناصر الوطنية شكل صعوبة ثانية. وكان الصعوبة الثالثة هي حال قصر مدة الكفاح المسلح (.. والتي لم تتجاوز شهرين دون نجاح القوى الوطنية ومن بينها اليسار في خلق قواعد جماهيرية في منطقة القنال، وظلت المشاركة مقصورة على نخبة الوطنيين القادمين من خارج المنطقة وقليل من العناصر من قرى أبو جاموس، أبو خروع، كفر عبده، .. صحيح أن ابناء المنطقة كانوا يعرفون أن هؤلاء الوطنيين قد جاءوا ليعلبوا دوراً في النضال ضد الإنجليز وبدا الأهالي ينضمون للقوات الوطنية، لكن الفترة كانت قصيرة والارهاب البريطاني على أشده، الأمر الذي قلص إمكانيات العمل المسلح). أما رابع هذه الصعوبات فتمثلت في ( ان الحركة الشيوعية المصرية لم تكن متفقة فيما بينها على المشاركة في المعركة. باستثناء حدتو، مالت التيارات الشيوعية للعمل مع الوفد، كوفديين وليسوا كشيوعيين). (الكتاب ص 201).

تحت العنوان الجانبي ( حريق القاهرة: التواطؤ ضد الكفاح المسلح ) جاءت إشارة العمدة المقتضبة عن الحريق بعد ان وضح ان ( ليس هذا مجال الحديث المستفيض عن حريق القاهرة، غير أنه لابد من الاشارة إلي هذا الحدث الخطير لمركزيته في حركة الأحداث، إذ لم يكن باستطاعة القوى الرجعية، تحالف القصر وكبار الملاك والانجليز، إيقاف تصاعد الحركة الوطنية إلا عن طريق فعل إجرامي كالذي حدث. وأذكر أنني كنت يومها في القاهرة، فقد كان من عادتي النزول للتنسيق مع القيادات الوفدية. وعزيز المصري على وجه الخصوص، ثم أعود إلى القنال، في ذلك الوقت لم يكن قد صدر قرار انسحاب العمال المصريين من المعسكرات الانجليزية. وكنا نرى انه لو انسحب العمال المصريين من القنال فسوف يخلق ذلك حالة من الارتباك في صفوف الجيش الانجليزي. ومن هنا شارك اليسار في مظاهرة تطالب بمقاطعة الانجليز،) ( الكتاب ص 202).

ويدخلنا العمدة في اجواء التظاهرات في الفقرة التالية: ( توقفت المظاهرة أمام وزارة الخارجية وانعقد من الحاضرين مؤتمر هام طرح مطالب رئيسية تتخلص في: انسحاب العمال المصريين وتوفير عمل لهم، إلغاء المعاهدة، عدم الدخول في أحلاف عسكرية. وأقول دون مبالغة أن معظم أبناء القاهرة من كل الفئات شاركوا في المظاهرة حتى البوليس السياسي خشي التدخل، فلقد كانت الظروف مواتية لمشاركة الجميع، خاصة وأن المظاهرة قد تمت في أعقاب الهجوم الانجليزي على عساكر البوليس في الاسماعيلية الأمر الذي رفع درجة السخط بين كافة فئات الشعب. مترافقة مع تصاعد النضال الوطني، أن البلاد مقبلة على تحول وشيك، مما دفع القصر وبقية القوى الرجعية إلى تدبير حريق القاهرة للتخلص من العناصر الوطنية.) (الكتاب ص 203).

القنال مرة أخرى 1956 هو العنوان الجانبي الرابع والذي تفادى فيه العمدة أحمد الرفاعي إعادة الحديث المفصل عن النضال المسلح في القنال ( وهنا أيضاً لا مجال لاستعراض تطورات الاحداث بشكل مستفيض ونكتفي بتتبع علاقة الشيوعيين المصريين بثورة يوليو نظراً لأهمية تلك العلاقة في فهم تطورات الأحداث التي أفضت إلى اشتراك الطرفين في التصدي للهجوم الاستعماري على منطقة القنال عام 1956). (الكتاب ص 204)

ثم يدلف العمدة وبشيء من التفصيل ليوضح ماهية تلك العلاقة ( بداية كان موقف حدتو من ثورة يوليو شديد الوضوح، إذ كنا نؤيد الثورة بحماس لادراكنا السابق بأن البلاد مقبلة على عملية تغيير، ولم يكن هناك مفر، فاما أن يتم التغيير من قوى اليمين، واما أن تتولى ذلك جبهة يشارك فيها اليسار. في ذلك الوقت كانت لنا علاقة وثيقة بالجيش.) (الكتاب ص 204)

غير أن شهر العسل – إن جاز التعبير – لم يدم بين حدتو وعبد الناصر ( لم تمض العلاقة بين حدتو والضباط الأحرار على وتيرة واحدة، فمن تنسيق كامل قبل الثورة، انتقلت العلاقة إلى مستوى مختلف يتسم بالتوتر خاصة بعد أحداث كفر الدوار. فأصدرنا بيانات ومنشورات تدين هذا الأسلوب وتحذر من عواقبه، وشرحنا كيف أن هناك عناصر رجعية مستفيدة من احداث كفر الدوار. لكن ثورة يوليو لم تأخذ بهذا الرأي وتمت محاكمة للعمال اقل ما توصف به بأنها محاكمة متعسفة، حيث لم يكن هناك دفاع عن المتهمين، بل أكثر من ذلك، قام جمال سالم بما عرف عنه من صلف بتعيين أحد الصحفيين الموجودين بالقاعة "موسى صبري" ليترافع عن المتهمين، وكما هو معروف أدين خميس والبقري وحكم عليها بالاعدام. صحيح أن بعض قيادات الضباط الأحرار مثل جمال عبد الناصر، ومحمد نجيب، ويوسف صديق، وخالد محيي الدين حاولوا وقف هذه العملية لكنهم لم يستطيعوا ونفذ الحكم). (الكتاب ص 204)

ويتطرق العمدة أحمد الرفاعي لأحداث القنال فيستفيض فيها، ويذكر اشخاص بعينهم كان لهم دور بارز في نجاح هذا الكفاح المسلح ببورسعيد ومن بينهم ( وكان مركز التقائنا منزل امرأة عظيمة تسمى "أم الضو" تعيش في قرية "القابوطي" لعبت "أم الضو" دورا وطنيا هاما أكدا به ان البسطاء من الناس لا يقلون وطنية واستعدادا للتضحية عن الأبطال والقادة الذين خلدهم التاريخ، فالضو هذا بمبوطي يعمل على السفن، متوسط القامة، أسمر اللون، نموذج لابن البلد "الفهلوي"، قام بتغطية حركتنا وسط الجنود الانجليز. أما أمه. فهي امرأة بسيطة طيبة، تمتلك بعض البيوت الطينية. أبوابها وشبابيكها مصنوعة من خشب الصناديق. وتجلس هي في باحة بين البيوت تربي بعض الدواجن.
استضافتنا "أم الضو" واطعمتنا، وبعد أن استرحنا قليلا ثم تم توزيع قطع السلاح وبدأنا ننتشر في المدينة، وكان معنا زملاء من أبناء بور سعيد مثل ابراهيم هاجوج، أحمد شوقي المرجاوي. صالح دهب .. ولهم علاقات قوية مع الأهالي، فأوصلونا باللجان والهيئات الموجودة والتي تحاول مقاومة الانجليز، وكانت هناك لجان لا حصر لها). (الكتاب ص 207)

عن دور أهالي بور سعيد نفسهم في المقاومة يورد العمدة الفقرة التالية: ( لقد أبدع أهالي بور سعيد أساليب للمقاومة اعتقد أن أحداً لم يسجلها حتى الآن، فعلى سبيل المثال، استخدمت لعبة "االكرة الشراب" وسيلة لتجميع الأهالي والتغطية على خطف السلاح من جنود الاحتلال. أذكر أيضاً أن أحد الأهالي تمكن من تفجير مبنى تقيم به احدى الفرق الفرنسية، وذلك بأن تنكر في هيئة بائع للخضر، وكان الفرنسيون في ذلك الوقت قد تعلموا بعض العادات المصرية مثل انزال سلة من النافذة لشراء مسلتزماتهم بدلا من النزول بأنفسهم، واستغل الشاب البورسعيدي ذلك بأن وضع قنبلة موقوته وسط الخضر انفجرت بمجرد وصول السلة للجنود الفرنسيين. كما لعب الأطفال دورا هاما في المقاومة. برتديدهم أغنيات تتحدى جنود الاحتلال. حيث كان لتلك الأغنيات أثرها في الهاب مشاعر المواطنيين ودفع حماسهم للمشاركة في المقاومة. ومن الطريف أن الأطفال استطاعوا بذكاء تضليل جنود الاحتلال، وذلك بتغيير وضع اللافتات المميزة للطرق الرئيسية أو سرقتها، وكان ذلك سببا في ارباك الجنود الذين كانوا يعتمدون في انتقالهم على خرائط مرسومة على أساس من وجود هذه اللافتات). (الكتاب ص 209)

بشيء من الحسرة وتحت عنوان ( حلم لم يتم ) يعود بنا دكتور شريف حتاته لبداية العام 1988 ليحدثنا عن محاولته في اقناع عددا من الزملاء والاصدقاء بضرورة اجراء دراسة علمية لتاريخ اليسار الحديث بمصر ونجح في جمع شخصيات بمنزله بالجيزة وعقد اجتماعات حضرها ( "فؤاد موسى" سكرتير الحزب الشيوعي المصري "الراية" سابقاً، وأحد قادة حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي. و"أبو سيف يوسف" أحد قادة "طليعة العمال" سابقاً ومسئول الاعلام في حزب التجمع، و"أحمد الرفاعي" المحامي وأحد قادة "الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني" سابقاً، و"محمود أمين العالم" أحد قادة "الحزب الشيوعي المصري"، و"رءوف عباس" استاذ التاريخ بجامعة القاهرة، و"محمود عبد الفضيل" استاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، وأنا ). (الكتاب ص 213)

ولكن للقدر كلمته أيضاً ( أعددنا مشروعنا للبحث يقسم العمل إلى مرحلتين، مرحلة تجميع المعلومات، والبيانات والمصادر التي يمكن اللجوء إليها في مصر، أو في الخارج، ومرحلة التحليل والكتابة، وأعددنا استمارة للذين سنجري معهم حوارا في جانب من جوانب تاريخ الحركة اليسارية، وكشفنا بأسمائهم. ولكن بالتدريج أخذ عدد من أعضاء الفريق بالغياب عن الاجتماعات التي اتفقنا عليها إلى أن أصبحنا ثلاث " أحمد الرفاعي" و" رءوف عباس"، وأنا، فماتت الفركة في مهدها). (الكتاب ص 213)

بذات النبرة المتحسرة يكتب محرر كتاب "أحمد الرفاعي يساري متميز" في الصفحة التالية ( كنا نأمل أن يضم هذا الملف المصور، صوراً مشتركة تجمع بين أحمد الرفاعي ورفاقه أمثال: زكي مراد وشريف حتاته ومبارك عبده فضل ومحمد الجندي وسيد سليمان الرفاعي ... وغيرهم
لكن نقدر فتضحك الأقدار
فأغلب الظن أن العمل السري وقواعد الأمان لم تسمح بمثل هذه الصور.
وفي الصفحات التالية ما توفر لنا من صور لأحمد الرفاعي خلال العمل العام العلني فيما بعد عام 1964). (الكتاب ص 214).

جدير بالذكر أن تسع صفحات في آخر الكتاب خصص لمعرض الصور وضمت صوراً لأحمد الرفاعي اثناء رئاسته لمجلس نقابة عمال الزراعة والتراحيل 1971، واخرى لأحمد الرفاعي سكرتير عام إتحاد عمال مصر 1971 – 1973، وصورة له وهو يلقي كلمة إتحاد العمال ورابعة وهو مندوبا لمصر في منظمة العمل الدولية صيف 1972 وخامسة مع أحمد مجاهد وأحمد عبده – إتحاد المحامين العرب – الجزائر 1969وسادسة بالمؤتمر العام لعمال فلسطين 1971 وصورتنا اثناء التضامن مع شعب العراق أثناء تأميم النفط وصورة تجمعه مع علي ناصر الرئيس السابق لليمن الجنوبي – عدن 1979 ومع علي ناصر/ ميشيل كامل – أحمد الرفاعي – عدن 1979هذا غير اربعة صور شخصية اثنين منها بالبدلة الكاملة والشارب الإستاليني واحدة سنة 1952 والأخرى بعدها بست أعوام، وهنالك آخر ثلاثة صور اولاهما مع ( رفيقة الحياة والنضال وأم أبنائه زوجته درية الأهواني) وصورة تجمعه مع ( حبه الأول والأخير الأرض) وآخر الصورة ملتقطة سنة 1998 ( مع حفيدته رانيا).

وبعد ..

بتاريخ الجمعة 28 يوليو 2006م ابتعت هذا الكتاب ( أحمد الرفاعي يساري متميز ) من باعة الكتب القديمة بميدان البوستة بالسوق القديم لمدينة امدرمان قبالة لوكانده ليزا. ولكنني اطلعت على هذا الكتاب القيم بعدها بأعوام. فأكتشفت ان هنالك رجل عظيم من مصر الشقيقة يدعى أحمد الرفاعي، وكنت قبل القراءة قد تعرفت على شخصيتين شيوعيتين احدهما استاذنا صنع الله ابراهيم عندما قرأت له رائعته ( تلك الرائحة ) التي يفخر السودان ممثل في دار شهدي للكتاب التقدمي بحي بانت الامدرماني بأنه اصدر النسخة الاولى للرواية بالتزامن مع دار نشر مغربية. وطالما ان الذكريات قادتني لشهدي عطية الشافعي فهذا هو الشخصية الثانية التي سمعت عنها، وكان ذلك أيام دراستي الجامعية حيث كنت اصدر على التواجد كل ثلاثاء بجامعة أمدرمان الأهلية كي لا يفوتني ركن النقاش للجبهة الديمقراطية "تحالف الشيوعيين والديمقراطيين" هناك سمع أن أحد كوادر الجبهة الديمقراطية "ج. د" يدعى شهدي فسألته عن الاسم معتقداً انه من الاسماء التركية التي درجنا على تسميتها في اعقاب الحكم التركي مثل: همت، رفعت، شوكت، .. الخ الخ. فأخبرني ذلك الشاب بصاحب الاسم: شهدي عطية الشافعي، وعاد الاسم مرة ثانية للظهور حينما اطلعت على رائعة استاذنا محمد الحسن سالم حميد ( عن إذنك يا مصر ) حينما تطرق في تلك القصيدة الديوان لقضية الشيوعية التي كان شهدي عطية الشافعي وصلاح بشرى من ابطالها.

وبعد اطلاعي هذا الكتاب محور المقالات الخمس اكتشفت أن أحمد الرفاعي يمثل تاريخ قائماً بذاته داخل التاريخ المعاصر لحركة اليسار المصري ويحق لمصر أن تفخر به وللشيوعيين المصريين تحديداً ان يحتفلوا بذكرى رحيله التي ستحل علينا في شهر نوفمبر القادم لعل الاحتفاء به يكون مناسبة لتجديد العهد النضالي وجعل مصر في حدقات العيون ليس بالأناشيد والأغاني وإنما بالتضحيات وبتعبير محمد الحسن سالم حميد في قصيدته التي تغنى بها كورال الحزب الشيوعي السوداني وخصصها للقائد قاسم أمين. ولإعجاب العمدة بشخصية القائد قاسم أمين ولإعجابي بالشخصيتين ومن بعدهما بشخصية الشاعر حميد وقصيدته العصماء التي كان ملهما قاسم أمين، استميح القراء عذراً بإراد النص الكامل لقصيدة قاسم أمين كخاتمة لهذه المقالات

سميت المدن النايمة
المدن التصحى فى حين
تترجى خطى العمال
اصوات الفلاحين
*********
النفس الطالع نازل
فى صدور المسحوقين
أسميت السفن التمخر؟؟
فى نص البحر الطين؟؟
***********
الناس ام عرقا يجهر
السرها يوم حيبين
الناس التنضح سكر
تتجرع مر وطين ؟؟؟
التبنى قصور للقيصر
والتسكن حوش الطين
يا موج البحرالاحمر
سميتكم قاسم امين..
************
كتلوك الناس القصر
الناس المأفونين
الناس البالة مغطى
والساسة المبيوعين
كتلوك خدم الراسمال
يا زول يا عاتى يا زين
الفرحو الامريكان
والربحو تجار الدين
كتلوك وكان قاصدين
فى ذاتك ناس تانين
الناس ام عرقا يجهر
السرها يوم حيبين
يا عادى كما العمال
والريح الحينا بحين
يا صاحى كما الآمال
فى عيون المحرومين
ماشين فى السكة نمد
من سيرتك للجايين
شايفنك ماشى تسد
وردية يا قاسم امين
وردية يا قاسم امين
وردية يا قاسم امين


مزمل الباقر
الخرطوم بحري في 12يوليو 2013م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى