عامر الطيب - الكلمات التي لم أكتبها إلى الآن.. شعر

الكلمات التي لم أكتبها إلى الآن
سيكتبها رجل ساخر في وقته فراغهِ
أو في لحظة انشغاله بعمل ما
سيقول
هذه كلماتي
ولا يصدقه أحدٌ .
سيغسلها و يحملها ثمّ يلفُّ بها الأنحاء
و لا يصدقه أحدٌ .
سيضعها مراراً كرسائل لعشاق صغار
أو كوصايا لملائكة عاديين
ولا يصدقه أحدٌ أيضاً .
سيمشي وحده
ليقنع الآخرين بأنه مأساوي
ولا يصدقه أحدٌ .
سيدرك لاحقاً
إنّ حياة الشجرة حدثت من أجل الفنِ
و حياة الغابة حدثتْ سهواً !
...
أنتِ صورة لامرأة تعانق رجلاً
الألوان مشوشة ،
و الرجل لا نعرفه .
إذ مرّ على الصورة قرن
من القحط و الدم و التهور
حتى اختفى الرجلُ
من الصورة
و ظلت ثيابكِ مبللة
كأنما كنتِ تعانقين نهراً !
...
لم يقع أحد في الحب
بسبب الحب أو بسبب امرأة
إنما بسبب السأم من حياته
التي تمر كقافلة
إلى هاوية لا يتوقعها
لذلك يحاول كعاشقٍ
أن يبتكر هاويةً بنفسه
لينقذ يومياته السريعة من الجهل !
...
إله الحرية بدين
إله الضحك رومانسي متذمر
إله الحقيقة يعلم الغيب
اله الحب طويل و ثرثار
إله الخطيئة يبتكر الجوع
إله الجوع يصنع السكاكين التي نقطع بها اللحم !
...
عندما نمتُ لم يخطر ببالي
أن أقتل أحداً
أو أتزوج امرأة من البلدان البعيدة
أو أصير أعظم الرجال
الذين يكتبون الرسائل في العالم.
نمتُ و انتهتْ حياتي
إلا أنني استيقظتُ حذراً
لأتأكد من أنها لن تنتهي من أجل أحد
بعد الآن!
...
لم تبق امرأة لم تكتب
أنني وحيدة
أو أنني غريبة كأصغر أصابعي في الليل
أو أنني حزينة بسبب النوم متأخراً
لقد تشابهت القصص في الحربِ
و صارتْ بلادنا نساء صغيرات
يكتبن عن الرجال
بالطريقة التي يكتب بها الرجال عن الله !


# عامر الطيب



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى