ليلى أسامة - مرة.. لا مرتان

لم يُصدقها أحد .. حين قالت :
ذاك الدم الملون
المسكوب علي قارعة الأمنيات دمي…
مازال ساخناً يفضحُ خمراً مدسوساً بأوردتي…

ضحكوا بسخرية وتفشي وهم يتهامسون :
وأخيراً.. محاولات نسيان …!!

صرخت فيهم :
قلت لكم مراراً
حبيبي أرضه عطشي تناديني بإصرار
وهو لا يكف عن إقتناص لهفتي
وشغاف قلبي ليحتويني بالاحلام…

سألوها بقسوة :
أما آن الآوان…!؟
أما آن ..
أن يشرع حبيبك هذا بوابة الخلاص علي مصرعيها
ويترك عنه كل هذا العبث.. ؟!

صرخت صغار أحلامها :
مازلنا بعنفوان نصارع للبقاء
نقاوم رغبة الموت التي تشدنا
وإنكسارات الشتاء..

ضحكوا بإستهزاء :
ماذا جنيتي من الأحلام سوي البوار..
ماذا جنيتي من الحب سوي الهوان… ؟!

خلف دموعاً رقراقة همست :
لكنه قال لي يومها : خذي بيدي ودعينا نقفز معاً
كصبيين في دروب التيه
لن يستطيع الزمن أن يفرقنا يوماً..
سنصنع سقفاً آخر لهذا العالم
الذي لم يخشي شيئاً حينما أشبعنا قسوته..
قال لي : دعينا نخفي بحضن الغيب هواجسنا
ونزرع المسافات بالأحلام
سنهزم ببراءتها ظلم القدر
ونصرخ فيه أن : أغرب عن وجه الحب…

بملْ أشداقهم ضحكوا :
لاسقفاً صُنع … ولا حضن غيب تُركت عنده هواجس..
هو الذي قتل أحلامك يا فتاة بسافر الغياب
أفيقي يا صبيّة
ليس بالكلمات يزهر الورد أو يخضّر البستان…
لملمي عنك هذا الدمع..
لا ضير بشريعة النسيان لتؤمني بها…
فسيأتيك يوماً
تدركي فيه أن بمقدور أحدهم
أن يعيد فيك ما مات…
ويُحيي من جديد أناك…
وفي ثمرة عينيه سترين
أن الحياة قصيرة
تُعاش فقط مرة… لا مرتان… !!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى