أكثيري بوجمعة - أوهام البرامج والمنح العربية

انتشر مؤخرا الكثير من البرامج والمنح العربية التي تدعم البحوث وتدعم السفر للباحثين للعرب، داخل البلدان العربية وخارجها. ولاحظت بعد تجربة طويلة مع مارطون مشاركاتي ومشاركة أصدقائي من باحثين وفنانين من داخل المغرب وخارجه ـ أنها وللأسف تغيب عنها الشفافية والمصداقية، إلى جانب أنها على مستوى التواصل بدائية إلى حد بعيد. فالمعلوم أن من يسهر على الثقافة يسهر على نشر بنية هذه الثقافة الأساس والمبنية على التواصل في المقام الأول؛ لأن بهكذا طريقة - اللاتواصل- تُذكي هذه البرامج المزعومة قضية أنكم معشر المشاركين مجرد كومبارس يؤثث مشهد الشفافية والمصداقية وتكافؤ الفرص لدى داعمي هذه البرامج الدوليين، كما يضع النقط على الحروف بخصوص من سيفوز ، والذي -بطبيعة الحال- لن يخرج عن معارف اللجان الساهرة عن هذه المسابقات القبلية. هذا دون نسيان أنها تركز على مختلف البلدان العربية دون دول شمال افريقيا إلا من كان لديه واسطة "شحمة فالشقور" في هاته الدول وهم معروفين.
بمعنى من المعاني هذه البرامج تبيع الوهم، وشروطها الأساس هي أن يكون لديك ضمان من داخل اللجان القبلية.
وبالتالي، كيف لمن لا يجيد حتى آليات التواصل مع المشاركين بالرد بالقبول أو الرفض الكترونيا أن تنتظر منه انصافك في مشروع ريادي. هذه البرامج المعروفة التي تضع نفسها ساهرة عن الثقافة ونشر الثقافة عربيا، تضع اليوم الباحث العربي حصان طروادة للحصول على تمويلات خارجية، هذا دون نسيان أن جل الافكار هؤلاء الباحثين يتم قرصنتها.
مع ذلك فمن يريد أن يحاول المشاركة في هاته البرامج -اأمام عجز الدول العربية في دعم الثقافة داخل بلدانها- فله ذلك، فلربما تكثر الانتقادات ويمر باحث مجد ومُكافح في مثل هاته الضغوط وبذلك نكون قد ربحنا الرهان.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى