رضا أحمد - لا يسعني الحب.. شعر

أرفض أن أختفي كليا في صورة مألوفة
حين يشير إليّ أحدهم:
عرفتك الآن
يمكنك الوثوق بي على مراحل
تبدأ
بتلاوة العهود على سكين
يحتفظ كلانا بمذاق طعنتها إلى الأبد
وتنتهي
بـ ليس علينا أن نناقش تفاصيل ما يصنعه الرب.
كم هو مخيف
أن تتخلى عن كل ما يبقيك غامضا
وسيئ الطباع
أن تعتني بأظافرك لعناق أكثر شراسة
من خدوش بطول الظهر
وعمق جذر الرغبة!
كم هو ﻣﺨﺰٍ أن تتخطى هشاشة صليبك
بوداعة سفاح
أكثر همه أن يموت بسرطان الرئة
بسبب التدخين السلبي!
يحتويني جرح
أبعد من نظرة معلقة في سقف قلبي
لم يتسن لها أن تبتلع ما يكفي منك
أو تنصب لك فخا في قبلة
تنقل جيناتك السخيفة في خيط رحيق
حيث لا شرنقة هناك في دماء الطمث
ولا زهور تنبت على لساني.
مازلت صغيرة على أن أجلس بجانب ذكرى مؤلمة
في إطار
تميل كتفاه
كمجذوب يتملص من أربطة مريوله
كلما اقترب منه شريط حداد؛
ثقيل هو الموت
كذلك عبء الطمأنينة،
مضطر أن تنظر خلفك دائما
سواء كنت محمولا على كرسي العرش
أو على ذمة الطاعون القادم
تمزق غلالة أمنك الأبدي صرخة
لا لتثمن قدرك بعدودة
بل لتعنفك على جنازات وشيكة لست فيها الميت المثالي.
بعد كل هذه الغربة
مازلت ألملم الستائر على شكل حزم ضوء
وأقف على حافة النافذة
أغرد
بدفء طردته من غفوتنا الصغيرة
منذ زمن
كعادة كل كفيف نمت له عين
بعد أن فقدت كل الأشياء طعمها الحلو
ونزاهة سيرة أشواكها على جلده.
أتعرف ما أغواني لاستمر؛
رأيت أناملك بعد منتصف الليل
تبكي على رأس سمكة ميتة
تمنحها السلام
قبل أن نودعها إلى مثواها الأخير
في الفرن.



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى