ثامر سعيد - شقٌّ في قميصِ العائلة.. ( يوتوبيا الحالم الأبدي)

الشعراءُ أنبياء وحطّابون وطوّاشون , حكماءُ ومجانين , رعاةُ حروفٍ شائهةٍ ورسامون , حالمون ومتَفرُّسون أبديون , صيّادون مهَرةٌ ومتمردون , حرّاسُ أرصفةٍ وصعاليكُ وأمراء . من قالَ أنهم مغنونَ وحسب ؟ . . . لكلِّ واحدٍ منهم حدائقهُ وحرائقهُ التي يتمددُ بعضها على البعض الآخر وفقاً لمخاضاتٍ روحيةٍ معقدةٍ فتتجلى شذراتٌ وقصائدُ , ويؤسسُ لنفسهِ يوتوبيا يتعالى بها على محدودية الوجود المادي للأمكنة والأشياء , ورؤىً تناقضُ المألوفَ وتتمردُ على النُظُمِ والأنساق السائدة في الكون .
وحين يتصدى بعضنا لمنجزٍ شعري ما , يجدُ نفسه في أحيانٍ قد تقاطع مع كثيرين في وجهةِ نظرهِ حوله . هذا يعني أنه قد حلقَ في سماءِ أخرى من سماواتِ هذا المنجز حيث يجدُ فيها ما يستحق الوقوف عنده والتأمل ثم القبول أو التشكيك أو اللاقبول , في المحصلة تتعددُ السماوات التي قصدها هؤلاء المحلقون وهذا في صالحِ المتصدى له دون ريب , وحين يكتبُ شاعرٌ عن آخر يكون الأمر قد دخل فضاءً آخرَ فالاثنان يجيدان اللعبة عينها ويعرفان حبُكَها البعيدة ودهاليزها السريّة فلا يضيعُ المتصدي الفطن نقدياً ( أقصد الشاعر الآخر ) في متاهات التنظير الجاهزة ولا يتأثر تأثراً مطلقاً بقوالبَ وضعها سلفٌ له , بل يترك لنفسه فسحة كبيرةً من حرية التحليل يمزج بها شيئاً من ذائقته الجمالية وانطباعاته مع قليل من الثوابت المتعارف عليها نقدياً , وهذا لا يعني أنه يفوق النقاد المتخصصين أبداً فالجميع سينتجون مشروعاً جامعاً يكملُ بعضهُ البعضَ الآخرَ .
منذ كتابه الشعري الأول ( خارج السواد 1998 استنساخ ثم 2007 طباعة ) مروراً ب ( الثعالبُ لا تقودُ إلى الورد 2009 ) و ( ربما يحدق الجميع 2012 ط1 , 2015 ط2 ) و ( يطعنون الهواء برماح من خشب 2019 ) حتى كتابه الأخير ( شق في قميص العائلة ) موضوع هذه الكتابة , وأنا أتجول مع شعرية كريم جخيور فأجدني دائماً إزاء صفاتٍ ثلاث لها هي : البساطة والوعي والوضوح .
فهو لا يؤمنُ بالإبهامِ ولا يجنحُ إلى الترف اللغوي الزائد والبهرجاتِ اللفظية أو تحميل صورهِ الشعرية محمولات مثخنة بالتعقيد والتلغيز , وبتلقائيةٍ ويسرٍ يجعلكَ في قلبِ الفكرةِ بينما يطوحكَ بمتعةِ الترقبِ ( أيّها الصيّادُ الماهرُ \ تذكر \ وأنتَ تمتدحُ متباهياً \ رميتكَ التي لا تخطئ \ السّماءَ وقد تركتها \ بلا رفيف . ) , لقد سألته مرةً عن مفهومه عن الشعر فلم يجبني إلا بكلمات قليلة وبسيطة : ( لا أجد تعريفاً واحداً للشعر فأنا في قصيدة أجده يختلف عنه في أخرى ولكني أستطيع القول بأنه هو الحياة ) . هذه التلقائية والبساطة والتي لا تفتقد إلى عمق القصد كما في مواقع كثيرة من قصائدهِ أمنتْ له علائق سهلة للتواصل مع الشعر , فهو غزير الكتابة وغزير النشر في وسائل التواصل الاجتماعي , وإذا لم يكن لديه جديداً ينشر من قديمهِ ليؤكد لنفسه وللآخرين أن الشعرَ هو الحياة , الحياة الفارهة والبسيطة في آنٍ واحد , فيذكرني بمقولة الشاعر راينر ماريا ريلكه حين قال : ( لا تكتب الشعرَ إلا عندما تشعر أنك ستموت إذا لم تفعل ) , فهل حقاً سيموت هذا الكائن المسكون بالشعر إذا لم يكتبه ؟ , دون شك , الكثير منا يجد في الشعر حاجة وضرورة لوجوده في الحياة وحافزاً لاستمرارها رغم ضروب الوجع ومتوالية الخسارات التي تكتظُ بها . هو الملاذ الوحيد حين تخذلك كل الملاذات والمثابة التي تنطلق منها إلى الحلم الذي يؤكد حقيقة كونك موجود وفاعل .
يتوهم كثيرون بأن قصيدة النثر هي جنسٌ سهلٌ من الكتابةِ الشعرية , لكن العكس هو الصحيح , فحين تتخلى عن تلك الموسيقى التراتبية للشعر التي تعودتْ عليها أذن متلقي الشعر منذ قرون , تتخلى عن الرَوي أيضا , واللذان يعتبران الهوية الشرعية للقصيدة لدى أجيال منذ أمريء القيس حتى الجواهري وبعده , عليك أن تعوّض ذلك بهيكلٍ آخر للكتابة , هيكلٌ فيه من الطاقة الشعرية ما يكفي ليجعل النثر يتسامي على الكثير من طرائقِ الكتابة الشعرية بشكليها ( العمودي والتفعيلي ) أو يوازيها , فالتحرر من القيود لا يعني الخوض في السهولة التي لا تفضي إلى الشعر , حينها ستكون قد سقطتَ في وهمٍ كبيرٍ وصارتْ كتابتك محضَ خواطرَ مسطحة , لكن البساطة في شعر كريم جخيور هي أنك تقابل الشعرَ وجهاً لوجه بلا تكلّفٍ مثل الذي يشعر بعطرِ الوردةِ وقد تلبدَ في روحه فحلقتْ بها , حتى لو كانتْ على طاولة بلاستيك بسيطة ملطخة ببقع القهوة في مقهى عتيق بلا أصصِ فخارٍ ثمين أو زهرية مزخرفةٍ من المرمر في صالةِ استقبال أحد الأرستقراطيين . . ( منذ أن رآها \ وهو يفكرُ أين يضع صورتها ؟ \ جدران غرفته لا تليق \ ولهذا راح يتخيل \ لو أنّ له قصراً \ ولكن القصر كبير \ وجدرانه باردة \ وقد لا يراها الجميع \ فأين سيضعها ؟ \ في الصالة مثلاً \ لا \ لا ستزعجها حركة الخدم \ وضوضاؤهم \ وهو الذي يريد \ أن تبقى عيناها صافيتين \ لا تفززهما ضحكات الضيوف \ البليدة \ فجأة قطع خيالاته \ دسّها في قلبه \ وراح يكتبُ قصيدة ) , في هذا النص الذي يحمل عنوان ( صورة ) ليستْ هناك أية زخرفات لغوية , لا تشبيهات أو مجازات أو تورية , لا رموز أو استعارات كثيرة كما في قصائد غير قليلة له , هي تبدأ بسرد سلس ومنولوج مع النفس وتخيّل وأسئلة , وتنتهي بمفاجأة تكسر توقع القارئ حين ألغى كل الاحتمالات للمكان الذي ستعلق به الصورة في القصر الكبير ودسّها في قلبه وشَرعَ بكتابة قصيدة . هذا ما نسميه النهاية الصادمة أو القفلة المتقنة التي تزيد من الطاقة الشعرية للنص في لحظة أفولهِ , والأدق توقع أفولهِ .
مرجعيات الشاعر المعرفية في ( شق في قميص العائلة ) أهلتهُ لاستنطاق شخصيات وأماكنَ وأحداث كثيرة بوعي وإدراك , فهو دائماً يضع الأشياء في وعائها الصحيح , يتحدث عنها وفق ثقافته التي تشكلت لديه من الحياة وتجاربها أو من بطون الكتب أو يسمعها من المرويّات الشفاهية الدارجة , ففي الوقت الذي يتحدث كثيرون عن التعمية والهلوسة والتشظي غير المنضبط لانثيالات اللاوعي في كثير من قصائد النثر بدواعي التأثر بالمذاهب السريالية مثلاً ( وهذا لا يعني الاحتجاج على الشعراء السريانيين الذين شكلوا ظاهرة شعرية في العالم قطعاً ) , يجنح هو إلى التبسيط والرشاقة الذهنية في بوحه الشعري , نعم إن القصيدة مشتقة من القصد لكن هذا لا يكفي لخلق الشعر إذا اكتفى الأمر بذلك دون خيال شاسع لمعالجته والتحليق به في سماوات الدهشة والجنون , في الوقت ذاته إذا أفرغناه من القصد لن نصل إلى شيء حتما . أنا أميلُ دائماً إلى الإشارة والتلميح دون الإفصاح الكامل , لكن حتى الإشارات والتلميحات التي لا تفضي إلى قصد ما تجعلنا في متاهة لا جدوى منها .
اقتناص اللحظة الشعرية وفق تلك المعطيات تجلى في أكثر من نص من نصوص المجموعة , في قصيدة ( شارع بشار ) , الشارع الذي حمل اسم الشاعر الفحل المخضرم بشار بن برد والذي عاصر نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية بشخصيتهِ الماجنة حادة المزاج , الفاحشة والمتمردة دائماً والشجاعة أيضاً , وبكل ما كانت تحمله من تناقضات أدتْ إلى اتهامه بالزندقة وطرده من البصرة وتحديداً بعد تخليه عن مذهب المعتزلة وخلافه المعروف مع شيخها واصل بن عطاء , ربما قصائده الحسيّة الفاحشة هي التي رشحت هذا الشارع أن يسمى باسمه وقد كان يحتضن أشهر وأكبر مبغى في العراق حتى أصبح مملكة كبيرة للذة الجسدية في زمن سعدي عياش عريم وأفل تماماً في السنة الأخيرة من الألفية الثانية حين نحرتِ البغايا بالسيوف وتركت جثثهن على عتبات بيوتهن بمشهد دراماتيكي بشع على أيادي فدائيي صدام الذين لم يصنعوا نصراً لهم أفضل من هذا النصر , كان كريم عارفاً ملماً بكل تفاصيل المكان وليس فقط بتفاصيل الشاعر الأعمى الذي تغزل بالنساء دون أن يراهنَّ ( يا قوم أذني لبّعضِ الحيِّ عاشقةٌ .. والأُذنُ تَعشَقُ قبلَ العينِ أحيانا ) فتشكل هذا النص من وحي ما تقدم : ( الشاعر الذي \ كان يؤمن أن يسمعَ المعشوق \ لا أن يراه \ فيرقّ له الخافقان \ القلبُ والكأسُ \ حين مات مقتولاً \ لم تشيّعه \ سوى جارية سوداء \ يقال \ إنها كانت تُكثر البكاء \ بعد 1250 عاماً \ ارتضى منا أن يحمل اسمه \ أكثر شوارع المدينة شبهة \ النسوة .. يذكرنه باستحياء \ ورجال الدّين بجفاء مخادع \ وكان أهل القرى \ بعد أن يبيعوا بضاعتهم \ من التمر والسّمن \ يهرعون إليه \ ليروحوا عن بعض متاعبهم \ وفي الحرب , \ كان الشارع ملاذاً للجنود \ المطمئنين إلى فحولتهم . \ الشارع الذي حين ابتنوا \ على رأسه مسجداً \ ما عادت تتخاطفه أرجلُ الغرباء في الليل \ ويوماً بعد آخر \ ذبلَ عطرُه \ وانطفأت على أسرّته الشموع \ صار موحشاً \ وينام بعد المغيب بركعتين ) .
وفي نص ( البصرة ) كان الشاعرُ عارفاً ملماً أيضا حين تحدث عن مدارس المدينة الفكرية واللغوية , وأنهارها الكثيرة , ونسائها ورجالها وما ألبسهم من صفاتٍ بأسلوبه الشيق المعروف لدى متابعيه , عن الغزاة الذين دخلوها وخرجوا منها مهزومين باعتبارها البوابة الوحيدة لانفتاح البلاد على البحر فالأعم الأغلب من الغزوات الحديثة والقديمة كانت تأتي من البحر منذ أول المقدونيين حتى آخر السكسونيين : ( على منابرها تربّى المعتزلة \ فازدهرت حدائق العقل \ ومنها طيّر أخوان الصفا رسائلهم \ حمائم بأجنحة طليقة \ من مدارسهم استقامت ألسنة العرب \ فصاروا لا يخطئون بالحبّ \ ولا يلحنون بالكرم \ ومنها تفرعت الأنهار \ شطوطاً وترعاً \ فصار الظمأ لا يقرب منها \ نساؤها سمراوات من العشق \ ونحيفات من الوجد والوفاء \ ولهذا \ رجالُها لا يغتمون في الليل \ ولا يفزعون في النهار \ كؤوسهم مترعة بالسرور \ وقناديلهم يوقدها الحلم \ مشرعة أبوابها على البحر \ كلّما دخلها الغزاة \ خرجوا براياتٍ منكسرة ). فنرى العقل قد ازدهر على هيئة حدائق ورسائل أخوان الصفا وهي تحلقُ كالحمائم وحين تستقيم ألسنة العرب في مدرستها اللغوية التي هي أحدى اثنتين , الكوفة والبصرة أو كما كانت تسمى ( البصرتين ) يكون الحبّ نقياً واضحاً لا يخطئه المجاهرون به والكاتمون , ويكون الكرم بعيداً عن منقصة اللحن , بانزياح الصفة من الكلام إليه , البصراويات يَتزيّينَ سمرتهنّ المغرية من العشقِ ومن الوفاء يأخذن نحافتهنّ المدهشة فيملأن ليل الرجال بالحبور ونهارهم بالثقة .
والأمر ذاته حين يتحدث عن ساعة سورين التي لم يرَها أو نرًها نحن مواليد تلك السنوات المتقاربة وكتبنا قصائدنا عنها من وحي الحكايات والصور , أستطيع أن أسميها القصائد المراثي , الساعة ( التحفة ) التي شيدت في العام 1906 الميلادي على برجٍ حجري قبالة الجسر الخشب المفضي إلى سوق الهنود تعتلي البناية التي شيّدتها شركة سورين , البناية الكبيرة التي كانت تضمُّ البنك العربي وعدداً من مكاتب كبار تجار البصرة . بعضهم كان ينسبُ اسمها إلى اسم الشركة والبعض الآخر إلى المصوّر الأرمني البدين ( سورين ) والذي كان يقف خلف كاميرته الخشبية ذات الخرطوم الأسود ليوثق وجوه ألوف البصريين في أضابير الحكومة ووثائقها . أسقطها محمد الحياني متصرّف البصرة في العام 1965 فلم ينجُ من لعنتها السريعة إذ أسقطته مع رئيس الجمهورية وطائرتهما في منطقة النشوة شمال المدينة .. ( لم أرَها أبداً \ لكنّني لا أعرف لماذا ؟! \ كلما دار الحديث عن ساعة سورين \ التي كانت تنتصب بقامتها \ في واجهة سوق المغايز \ الهنود سابقاً \ أتخيّلُ \ كيف كانَ الناسُ يضبطون \ مواقيت صلاتهم \ على دقاتِ ساعة الأرمني سورين \ واثقين بها \ دون أن يخافوا \ على دينهم منها \ فيسعون إلى جامع المقام \ الذي يجاورها بأمان \ ليقيموا الصلاة . . . . ) , هذه القصيدة عبارة عن لقطات دارسة عن مدينة البصرة الحاضرة المتمدنة المتآلفة الجميلة العاشقة التي جمعت كل الطوائف والأقوام على حبها وطيبتها , والبحارة من كل ميناء .
في قصيدة ( مسبحة الأيام ) يتذكر الشاعر أصدقاء السجن بينما يهدي قصيدة ( حديقة أم البروم ) إلى روح عبد الحسين نور جيتا أحد المشنوقين الثلاثة فيها بتهمة التجسس في العام 1968 , وكانت قصيدة ( ليست عرجاء قصيدتي ) سيرة ذاتية لأمه زكية عبد الواحد الحاج سالم البصرية العرجاء الذي طالما كان يُنبزهُ الأولاد بعاهتها كلّما تلاسنَ في اللعب معهم فيعودُ منكسراً إليها فترفعُ يديها إلى السماء وكأنها تردد ما قاله عدنان الصائغ في قصيدة : ( نظرَ الأعرجُ إلى السماء \ وهتفَ بغضب \ أيّها الرّب \ إذا لم يكن لديك طين كاف \ فعلام \ تعجلت في تكويني ) , لقد استفاد كريم من هذا المقطع من قصيدة الصائغ ليؤثث قصيدته تلك بصورة موجعة أخرى فتنصهر مع النص تماماً كأنها من معدنه .
لا تخلو هذه المجموعة من التواصل مع الرموز الدينية والميثولوجية حين تُقدم لنا مشهداً عراقياً يمتزج فيه ما هو روحي بما هو ذاتي , ففي حوارية مع ذلك الرمز ( الحسين ) عليه السلام , تكون شخصية الشاعر هشةً جداً قبالة المُخَلص مانح الحاجات الصعبة حين تعجزُ كلّ الاحتمالات والسبُل : ( أنت لا تتكرر \ ليس لنا \ ما في قلبك \ من ثباتٍ ولا حبّ \ ولا نعرف من الرضا \ إلا ما يشبع الجسد \ ولا من اللاءات \ إلا أخفها وطأة \ وكلّ ما نفعله نحن \ من عشّاق وثوارٍ ومريدين \ عجائز وعوانس \ وطالبي حاجاتٍ بسيطة \ هو الجلوس في باحتك \ نبللها بالدّموع \ ونخضّبها بالأدعية \ وفضيلتنا أننا نسعى إليك ) .
تحضر ثيمة الحرب في أكثر من نصّ من نصوص هذه المجموعة , مرة تأخذ مساحة النص كلها كما في نصوص : ( اليوم الأول من الحرب \ رسائل الجنود \ رثاء متأخر جداً ) وأخرى تطفح في زاوية أو أكثر منه , كما في نصوص : ( الموت عراقي \ صندوق كريم جخيور \ سؤال الحياة \ الأسود الأبدي ) وسواها , حروب عبثية لا ناقة له فيها ولا شرف كما يقول , ولا لمن خاضها مجبراً , هو يكرهها بالثلاثة حتى لو كانت ( عادلة ) كما يحاول أن يجملها مرتكبوها , حتى صحفها كانت بشعة , بياناتها , مفاجآتها , براكينها , أيامها ونياشينها أيضاً .
ما زال الشاعرُ يحملُ قميصَ عائلتهِ ويشاطرُ جدته الافتخار بحكاياتها الممتدة منذ احتلال الانجليز الأول في العام 1914 الميلادي إلى ما يشاء له الشِعر . هي هكذا دائماً , قصائد كريم جخيور , بسيطة على السطح وتَمورُ في الأعماق , سهلة تتمنع .


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى