د. مصطفى احمد علي - المستشفى.. قصة قصيرة

منذ اكثر من شهر و أنا في انتظار موعد ضربته مع طبيب في أحد أشهر مستشفيات الخرطوم، حضرت في الموعد المحدّد بدقّة : الساعة الثانية عشرة، ظهر اليوم، ٢٢سبتمبر... جموع من النساء و الرجال تزدحم في قاعة الانتظار الضيقة ، و صياح و صراخ و ضجيج، وزمنى ومرضى في انتظار الطبيب الذي لم يحضر، و الذي ( ربما) شوهد صباح اليوم في المستشفى، و الذي ( ربما) يلتحق بعيادته في الساعة الثانية ظهراً، ( عوضاً عن الثامنة صباحاً ؟) هل من سبيل للتأكّد من موعد حضوره ؟ أجابني مساعده: لا. هل من سبيل إلى ضرب موعد آخر؟ نعم، في العاشر من نوفمبر ... أربعين ليلة، كميقات قوم موسى في التيه!

لم أطلب من المساعد أو السكرتيرة تقييد اسمي في الدفتر المهترئ البالي... ما من جدوى... من يضمن لي ألا يتكرّر سيناريو اللامبالاة نفسه، و بكلّ تفاصيله ؟ لامبالاة بالإنسان البائس المقهور ، و لا مبالاة بالوقت الضائع المهدور ! خرجت من المستشفى ، هائماً على وجهي ، أكافح زحاماً آخر ، لا يقلّ وطأةً عن زحام المستشفى ، خرجت ، دون خطّة بديلة، فالأمر سيّان!


د. مصطفى احمد علي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى