عامر الطيب - الحرب العالمية الثالثة.. شعر

الحرب العالمية الثالثة بدأت
الجيوش اتفقت على ألا تعلن الأمر .
دخان بعيد
و أناس يختفون لا نعلم عنهم شيئاً
و بنود أخرى
ستذاع بعد دقائق :-
من حق الإنسان أن يصلح بيته ،
من حقه أن يضحك في الغرفة العالية
إذا اضطر ،
من حقه أن يتحول إلى امرأة
و من حق المرأة أن تتحول إلى رجل
أيضاً .
عالم ما بعد الحرب الثالثة
عادل جداً
يسمح لنا أن نصير الأشخاص الآخرين
بدلاً من أن نقتلهم !

...

لا تشته زوجة جارك
أنها مثل زوجتك
ملولة و حزينة و متفرغة تماماً
للتحدث عن أخطائها السابقة
قد يكون لها
وجه آخر
أو يد ناعمة
أو لحم زائد في مكان ما فقط
لكنّ شغفك في المغامرة
وهم لذيذ
حتى لو خاطرت بحياتك
من أجل قطعتين صغيرتين
من اللحم !

...

صاح المؤذن
" ألله أكبر "
في إحدى مناطق الأسكيمو
حيث لا يفهم أحد اللغة العربية
ولا يشيرون لله
بالإسم نفسه
كانت نظرات الصيادين حائرة
لم يضع الرجل يديه حول أذنيه
و يصيح؟
لعله يبتكر لعبةً
ليبلغ صوته الأماكن المتوحشة من العالم !

...

( لكن )
تقولها المرأة المستعجلة
لتنهي كلامها ،
تقولها المرأة الحزينة
لتخبر أحداً أن القصة ليست كاملة،
تقولها المرأة الساخرة
لتلفت الاخرين لنبوغها اللغوي،
تقولها المرأة الوحيدة
و هي تتحدث عن نفسها بهذا الشكل:
أنا امرأة وحيدة لكن
تقول ذلك
ثم تتوقف
فخلف الكلمة صمت أزلي لنساء كثيرات !

...

لحم ملفوف بجريدة
و أخبار الجريدة
كلها عن الحرب
سنة ١٩٤١ حدثت حرب
سنة ١٩٨٨ أيضاً
سنة ١٩٩٧ حدث حرب نظيفة
سنة ٢٠١٧ حدثت حرب أخرى
المتصفح يتأمل الجريدة
و اللحم المشوي
يعيش حياته الثانية ملطخاً بالدم !

...

واد عبقر
النادي الرياضي الأول
يركض الشعراء هائمين
و متعرقين
لا أحد منهم يطالع
وقته
أو يفكر فيما يخطر له ..
أننا هنا
في حضرتك أيها الشعر
ولدنا خفيفين
و سنموت خفيفين
و حياتنا
خطوة صغيرة للتخلص من الوزن !

...

أنت امرأة مثالية
لأنك لا تتحدثين عما تعرفينه
أو عما تكتشفينه
أنك مثل الأرض
تقولين أشياء كثيرة بسرعة خاطفة
فيما
سيرتك الذاتية
تتلخص بكلمتين متكررتين :
تدورين ببطء
أيتها الأرض
تدورين ببطء !

...

مارسي الجنس مع أول رجل
تقابلينه
في القرن القادم
إنه روبوت لطيف
لن يتحدث عنك بسوء
أو يشوه سمعتك عند القبيلة
أو في الجلسات الأخيرة من الليل
ستكون قبلته
جيدةً
و جسده نشيطاً
و ستكون حكايته المقارنة قصيرة جداً :
الانسان الآلي
ابن الإنسان
لكنّ الإنسان الأول
ابن الله!


# عامر الطيب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى