أمل الكردفاني - سديم الجماجم.. نص

✍ ليس ثمة شيء هناك.. بل ظلام.. وبرد... كله هناك خارج العين.. فمن جماجم الحشود تنبعث أبخرة تشع أطرافها وهي تدور محلقة في السماء ثم تختفي.
جماجم صامتة... تعبر أفق المعنى .. بكل هيبة الكلاب الضالة... وقمر الشيطان يقهقه خلفهم ببياض قوقازية حسناء... كل شيء خارج العين... والعين نافذة تطل على وحوش العدم... اولئك الرافلون في هياكلهم العظمية.. يتبخترون جوعا وسقما. ينجرفون في منحدر الظلمة.. وجماجمهم مازالت تنفث السديم من فتحة الأذن اليسرى.
يسقط شهاب أحمر ويختفي بلا صوت... وهم من أمام فجوة السماء ينحدرون نحو وادي البكاء... ومازالت الأبخرة السوداء المشعة تنبعث من فتحات آذان جماجمهم اليسرى.
لم يسألوا عن شيء. فكل الإجابات تتساوى هراء. لكن هناك صوت قرع أقدامهم العظمية على الحصى السوداء الحادة... كصوت جنود يعبرون التاريخ... تلك الأصوات خارج الأذن ، والأذن نافذة تمتص الموت الساكن.
كانت حشود الجماجم السديمية تنحدر بخطوات منتظمة صامدة وواثقة.. حتى بلغوا وادي البكاء ، فتوزعوا حول بحيرته الجافة وأمالوا جماجمهم إلى اليسار ... اخذ السديم الأسود ينبثق من آذانهم ليصب على البحرية فيملؤها بسائل كالقطران. بعدها عادت هياكلهم واحتشدت ثم أخذت تخوص في عمق البحيرة السوداء حتى اختفوا في أعماقها جميها.
أسدلت العين جفنيها ، وتجمدت مستشعرات الأذن.. فضرب السواد والصمت كل شيء.

(تمت)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى