فتاح خطاب - الرجوع الى الطبيعة.. شعر

لا تسأل
من أين جئت وإلى أين أرحل
لا تسأل
من أكون وماذا علي أن أفعل
لا تقل هذا حرام وذاك حلال
هذا ممكن وذاك محال
إني يا هذا..
أحمل عقل الله الراجح في رأسي
وأنت غارق في اوهام اليأس
مازلت تتنافخ، تتحاجج
وتغض الطرف عما ارتكب اسلافك
من جرائم حرب وسفك دماء واحتلال
. . . . .
وجهك يا هذا.. يخيفني
صراخك يا هذا.. يؤلمني
خُطبك الطنانة تثير السخرية والشكوك
في نفسي
نظرتك الرمادية للحياة تُؤرقني
ولطماتك التراجيكوميديا تستفزني
فأنا إنسان أنتمي للحياة
أعشق كل ما فيها من معطيات وجماليات
أعشق الموسيقى والباليهات
أعشق الوان الربيع وما فيه من نفحات وإنبعاثات
ولن اُعير إهتماماً لما فات
ولن أُشغل بالي بما سيحدث لي بعد الممات
من مواجهات ومحاكمات
وطالما عشت على وجه هذي الأرض الانثى
سأمارس حقي في الحياة
كإنسان يحارب القبح بالجمال،
ويقاوم السواد بأجمل الكلمات
والحب، لا الغصب، هو اول الرسالات
ولن اكون جاحداً بما وهب الله لي
من نِعَم وافراح ومسرات
أكون بشوشاً، متألقاً، متأنقاً كما ألوان الربيع
وديعاً، هادياً، إنسيابياً، كما النسائم في الربيع
وأستشيط غضباً كالبركان الهادر
إذا ما زُجر بي كالقطيع
. . . . .
هكذا ببساطة دوران الارض وشروق الشمس
في البرد، البس ما اريد
لا كما يريده الآخرون
في الحَرّ، أنزع ما اريد
لا كما يأمرني الآخرون
فأنا إنسان اُساير نواميس وأخلاقيات الطبيعة
ولا شأن لي بذوات الطبائع الغليظة المكتسبة
والعقول المتحجرة
من اولاد الذين لا يقرأون الأرض كما ينبغي
ولا يعرفون الله على حقيقته
فيحرقون الأخضر واليابس
يفقأون، يبقرون ويقننون الظلم والافتقار
لأجل إقامة دولة الاستحمار
أما أنا.. سأظل رافعاً رأسي نحو العلى
إنتظاراً للمطر
وما أدراك ما المطر؟



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى