رمضان الصباغ - القلب العاشق.. شعر

(1)

يتوهج ضوء
يطفأ ضوء
وكؤوس دارت، وانشغل الأحباب
لكنّى لم يشغلنى عن حبّك شئ
رغم الإيقاع الصخاب
فأنا فى سهرى، فى نومى،
أنتظر عيونك تأتينى
كى تنزعنى من يأسى وظنونى
تعطينى أجمل فئ

(2)

ها أنذا أعرف وجه البحر الأزرق .. يعرفنى
يأخذنى
لزمان الأنجم
أبحر .. أحلم
ويتوّجنى ملكا للنّار
تبحر فى قلبى الأشعار
فأضئ كعينيك السوداوين دروبًا، تجذبنى
للشفتين المتوهّجتين بعطر الورد
أرسم فوق الصدر، أصوّر فوق الزند
وجهك والشعر الأسود والشّال
والعقد الأخضر يتدلّى بين النهدين
أكتب كلمات العينين
والبسمة .. والخالْ

..

أعرفُ هذا البحر .. ويعرفنى
يحمل كلّ صباحٍ، كل مساءٍ عنّى أحزانى
ويفيض بدمعى
يأخذ كلماتى كى يزرعها فى شرفتك البيضاء زهورًا
ورياحين
ويجئ إلىّ بأحلامك .. فرحك
حين تغنّينْ
وهمومك لو تبكين
أعرف هذا البحر العاشق، يسهر ويراقب وجه الضوءْ
وأنا أسهر، لا أذكر فى زمنى شئ
إلا عينيك الحالمتين

(3)

كان صباحًا نضرًا حين تلاقينا، وابتسمت عينانا،
وفضحنا الأسرارْ
حين تفتّحت الأفئدة وغنّت أطيار الشمس
ننبت رغم الرّيح
أوراق الأشجارْ
كان .. وكنا أطفالاً حين بدأنا نكتب فوق الرمل حكايات
العشْق
نروى بالأنفاس الحرّى، ودموع العين زهور الشوقْ
كنا .. نحلم بالعمر سفينه
والرّيح تجئ كما يتشهّى الملاّحون
كنا
..
(آه يا زمنى ..
حين تجسّدنى
أحزانًا وهمومًا، تملؤنى بشجونى
وأنا لا أملك غير هواى المتوهّج فى الصدر
يدفع عنّى شبح الرهبة والقهر
ويعيد إلىّ براءة وجهى وعيونى)
كنّا ..

**

(4)

آه يا قمرى
يا زهر سنين الغبطه
وجهك مملكتى
وعيونك ينبوع الحلم
وعلى صدرك ألقيت حمولى .. أغفيت
وفى نهديك رشقت عيونى الحائرة، وزنبقتى
غنّيت :
(يا حبّى الأول .. آه
لو كانت شمس الغبطة تأتينا
تمنحنا عمرًا آخر
تمنحنا ما نهواه)
وجهك مملكتى
أنفاسك تنبع من رئتى
وأنا بين زهور الجنّة .. عصفور
يتخطّر .. يصدح لخيوط النّور
ويبارك هذا الوهم

(5)

معذرة
أعرفها يا حبّى أروقة العِشْق الدامى
أعْرفها
معرفتى لشكوكى وهمومى وغرامى
فأنا – والحقّ يقالْ –
جئت غريبًا أبحث فى أقبية الصّمت عن الأحلام
فانفجرت تحت الأقدام
ينابيع، وازدهرت جنّات
كنت نبيًّا وعدته الأيام
بالزّهرة والشوك
فرقصت على نار هيامى
وانغرست فى صدرى ثقتى
وانفجرت فى الذهن براكين شكوكى
معذرة يا حبّى، ما كان بوسعى أن أقتات
أثمارًا طيبّة، وسنابل مرّه
فالزهرة رشقت فى العين
والشوكة أدمت فىّ القلبْ
وأنا جئت غريبا كنبىٍّ جرّدنى حزنى والصمتْ
من أحْلامى، فغرقت
وتكسّر وجهى بين الأمْواج، وكان البحْر – رفيق همومى –
يسألنى:
من أنت؟
(يا بحر ..
أما كنا نسهر .. تنتظر الشّمس، وأنتظر هواى
يا بحر ..
أتنكرنى،
وأنا أتطّهر فى أمواجك .. أجثو فوق الرمل ..
أبثّك نجواى
يا بحر ..
يا بحر ..)
ها أنذا صرت غريبًا يجهلنى الموج وتنكرنى الريح
وصدى دقات القلب المجروح ..
تلقّننى درسًا فى الصبر
ما كان بوسعى أن أتريّث وأنا بين شطوط الموت
كنا أطفالاً
كان صباحًا نضرًا، لكنه صار
بعد مرور سحابات القحط مجرّد ذكرى
فى زمنٍ لا تنزل فيه الأمطار
معذرةً
يا حبى وجنونى وغرامى
فأنا أعرفها أروقة العشق الدّامى
من فينا المسئول
عن مأساة القلبين
من فينا القاتل،
من فينا المقتول
أنا .. أم أنت؟
أو ما جدوى الأسئلة الآن
بعد سنين الصبر ..
ما جدوى الأحزان
وليذكر كل منا الآخر .. بالخيرْ
وليذكر كل منا الآخر .. بالخيرْ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى