رضى كنزاوي - انصراف.. شعر ( إلى روح الشاعر كريم حوماري)

كانت حياتك
أقصر من سيجارة
دخنها معلم على رواق
قسمه بعجالة...
وانصرف إلى تلامذته
كان يجب أن تفسر الحياة
بطريقة
أقل تعقيدا
من استيهامات
الفلاسفة والشعراء...
كان من السهل ان ترتئي مثلا
إلى أن سبب الزلازل
التي تودي بحياة
آلاف البشر
في سائر العالم
راجع فقط لامرأة عجوز
تدغدغ بلاط بيتها
بمكنسة ...
كما فسرت أنا رحيلك ذات يوم
ودافعت عنه أمام العديد
من الشعراء المرتزقة..
أنك لم تشنق نفسك
بل فقط علقت روحك
المنهكة كمعطف قديم
على مشجب الحياة
ونمت إلى الأبد...
لا بأس..
لأنني سأرتقي خلفك ذات يوم
مرفقا بصورتك الشخصية
وقصائدك
الذي تناولها الغبار تجزية
للوقت ...
سنتحلق حول الجحيم
ونرقص معا كالهنود الحمر
فرحين بكل الهزائم والخيبات...
فالمجهول بات شيئا فشيئا
يوحي إلي بالإغراء
إني أسمع صهيل حذائك
بين غيمتين..
مربوطا إلى جذع نجمة زرقاء
فهل أتممت رحلتك هناك ؟
أم أنك استأنفت
القدم بحثا عن شعاع اليزر
المنبعث من سطوح مدينة صفرو
أنا لا أعاتبك أبدا....
ففي عالم أصبحت
فيه العواطف أحادية الاستعمال
كماكينات الحلاقة...
آثرت الانصراف بعنف
كعصفور برئة واحدة
خارج الغلاف الجوي .


رضى كنزاوي
  • Like
التفاعلات: نقوس المهدي

تعليقات

ب
كتبت ذات يوم في الفقيد الشاعر كريم حوماري نصا قصيرا بعد انتحاره ونشرته جريدة صوت الشرق الجهوية كانت تصدر في وجدة عدد53شهر ماي1997 قلت فيه : أن تغرد أيها الطائر الشاعر الملون بألوان قوس قزح في سماء بلدك الزرقاء خارج السرب وبما لا يغردون فأنت مطرود ومغضوب عليك وإذا أصررت على التحليق بعيدا فسوف يضعونك في قفص صغير بحجم قفص صدرك حتى تعود إلى صوابك أو يعود إليك صوابك فإذا لم ترجع وجهوا فوهات بنادقهم المستوردة نحو رأسك فإذا لم يردوك قتيلا شهيدا أطلقوا كلاب الصيد المدربة على الفتك لتنهش جسمك النحيف وبعد ذلك يعلنون على الملأ أنك شنقت نفسك ذات مساء على شط البحر فماذا أنتم فاعلون وماذا تختارون أيها الشعراء ؟
أخي رضى كنزاوي ، قصيدتك انصراف الرائعة ذكرتني بالفقيد الشاعر كريم جوماري الذي كان ينشر معنا قصائده بجريدة الاتحاد الإشتراكي صفحة على الطريق ، هل سنقتفي أثره ؟ ربّما .
 
الله.. نصك رائع أخي عبد الرحمان وأسلوبك شرس ..وكما قال صاحبنا اما ان نكون شعراء عظام او نغادر
 
أعلى