أنطونيا بوزّي - إيطاليا - 1912 ـ 1938

مقاطع للشاعرة الإيطالية أنطونيا بوزّي (1912 ـ 1938)

* ترجمة أنطوان جوكي
1
«في البعيد، في مثلث من الخضار
كانت الشمس تتمهّل. بقفزة واحدة
كنت أريد بلوغ هذا الضوء
التمدد تحت إشعة الشمس عاريةً
كي يشرب الإله المنازِع
من دمي. ثم البقاء طوال الليل
ممددة في المرج، بعروقٍ فارغة
بينما ترجم النجوم الغاضبة
جسدي الجاف، الميت».

2
«ليست جبالاً، بل أرواح جبال
تلك الأُبَر الشاحبة، الجامدة
في إرادة الارتقاء. ونحن نزحف
على هذا الجمود المجهول: تلمّساً
بأصابع مطوية من التوتر
بالالتصاق المسطّح لأعضائنا
نبلغ الصخر، وبجوع
الحيوانات المفترسة نرفع على الحجر
أجسادنا الرخوة. منتشين بالمدى الهائل
نعرض على القمة الشائكة
هشاشتنا المتّقدة».
3
«أنت
يا وشاح فتوّتي
ثوبي الرقيق
حقيقتي المتوارية
يا عقدة
منيرة لحياةٍ حلمتُها ـ ربما ـ
ولأنني حلمتُ
هذه الحياة العزيزة
أبارك الأيام المتبقّية
الغصن الميّت لجميع الأيام المتبقّية
الموظّفة
لبكائك».
4
«يا لنعمة
الحب الثاني
صبا منسوجٌ بعمق
من خردة مهزومة، من حيوات معبورة
وكل حياة ثراءٌ
مغلوبٌ، كل دمعة مغسولة
ابتسامة طويلة تعلّمتها
كل كدمة ملامسة أكثر خفةً
نرغب في منحها
(...) مباركة آلام وموت
جميع العوالم التي كنت أحملها في قلبي
إن من الموت نُبعث أحياء/ يوماً
إن من الموت أبعث حية
اليوم ـ لأجلك
واهبةً نفسي
ليديك ـ مثل
تُوَيْجٍ
من حيوات منبوشة».
5
«عند عتبة الخريف
في غسقٍ
صامتٍ
نكتشف موجة الزمن
واستسلامنا
السرّي
مثل سقوطٍ من غصنٍ إلى غصن
لطيور لم تعد أجنحتها تحملها».
6
«مهجورةً بين ذراعَي العتمة
تعلّمينني الانتظار
يا جبال
عند الفجر، ستصبح الكنائس
غاباتي
سأحترق ـ شمعةً على زهور الخريف
وأتوارى في الشمس».




أنطونيا بوزّي.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى