ظافر الجبيري - راندل والملائكة.. قصة قصيرة

تجتمعُ الأسرةُ لمتابعة برامج الطبيعة في القناة العلمية، يتأملون صراع الكائنات لأجل البقاء، يدخل الإنسانُ إلى الغابات ويتسلّقُ الجبال، يرصد الشوارد والعجائب، يفتح المغامرون للعلم طُرقَا، الغاباتُ تتنفس نظريّاتِهم، والجبال تبوح بالكثير، عِلمُ الافتراس يتفكّك إلى صور وتعليقات ناجزة:
يصمت الأبُ عند حضور الثعابين، يسأله الابن:
فيمَ تفكّر يا أبي؟
- مرَّ على بالي حديثٌ لم أراجعه، يقول :إذا التقى الإنسان والثعبان وكلاهما يريد قتل الآخر ،فإن الملائكة تتبّسم.
واصَلوا متابعة البرامج.يقدّم راندل برنامجًا علميًّا يَسمحُ فيه لعنكبوت خطيرة أن تتسلّق وجهه، ويتصارع بذراعيه مع ثعبان ضخم راح يتلوّى على ساعده، ثم يمسك ثعبانًا آخرَ سامًّا كان يتسلق الأشجار، ويخاطبه طالبًا منه الانتظار حتى يشرح للمشاهدين مقدار السمّ في مقدمة فَكّه الخطير.
في الجلسة العائلية التي يحبّها الأب ،تجري أحاديثُ أخرى، ويحتدّ الجدال ، تتعالى الأصواتُ عن العلم والدين ، داروين وآدم...
يشعر بالضيق قليلًا ، فيختم الأبُ النقاش الشائك بقوله:
-"الله يسمّعْنا خير"
وظنّ أنه سيُنهي الحوار كأب مُطاع، ليفاجئه سؤال إحدى بناته:
أبي أين تقف بالضبط، مع سيطرة راندل على الوضع ،أو مع ضحك الملائكة؟!
صمت الأبُ، وضاع منه الجواب.
9/ 2019م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى