فنون بصرية عمر عبداوي - صورة من قلب الحراك تثير جدلاً واسعًا..

أثارت الصورة التي التقطها من المصوّر الهاوي خير الدين، نقاشا واسعا، بين مؤيد ومعارض، وبين راض وساخط. وهي الصورة التي التقطها المصوّر الشاب، خلال حراك جمعة 7 جوان، عن فتاة شابة ترتدي العلم الجزائري متوجهة للانضمام إلى الحراك، وشاب عائد من المسجد بعد أدائه صلاة الجمعة، وهو يحمل بين يديه سجادة صلاة.

ترى ما الشيء الذي أزعج البعض في الصورة، وما الشيء الذي أدهش فيها ؟

تبدو لقطة معبّرة، تحمل بين طياتها العديد من القراءات؛ لكن يبدو أنها لم تعجب البعض، هكذا طلب أحدهم من المصوّر الإسراع في حذف الصورة، محذرا :”هل أخذت موافقة الشخصين قبل التقاط الصورة ! هل تعلم أن هناك قانونا يجرم تصوير الناس دون موافقتهم وعقوبته السجن ، هوايتك قد تخترق حياة إنسان، وهو لا يعلم أصلا انه التقطت له صورة”.

انتشرت الصورة بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قام بمشاركتها آلاف الأشخاص، وعلق عليها الآلاف؛ هناك الكثير من التعاليق التي أساءت للفتاة بالسب والشتم، وأطلقت عليها شتى الأوصاف المسيئة، وهو ما أزعج الفتاة وأسرتها. هكذا أعلن ملتقط الصورة أنه سيبحث عن الفتاة وسيعتذر منها ومن عائلتها، وأنه لم يكن يقصد أبدا الإساءة إليها، أو تسبّب في إزعاج لها غير مقصود.

في المقابل هناك الكثير من دافع عن الصورة ، وأبدى دهشته واعجابه بها؛ بوصفها صورة جميلة جدا ومعبرة، تعطي جمالية للحراك أمام العالم؛ وكما قال أحد المعلقين على الصورة : “لو كنّا في بلد يحترم الفن و مع ناس عندها بعد نظر، كانت تكون من أجمل صور الحراك”. في حين أشار معلق آخر أن الصورة لا تسيء أبدا للفتاة أو الشاب المصلي: “وحتى بالنسبة للفتاة أو الشاب على حد سواء لا أظن الصورة فيها إهانة لهم”، ثم أضاف “والفتاة في صورة معندهاش حاجة تحشم بيها وتهينها، على العكس صورتها جميلة وحاملة علم وطنها على كتفيها، و تمشي وحدها بخطى ثابتة نحو التغيير و المطالبة بمستقبل أفضل لها ولوطنها، أنا شخصيا اعتبرها أجمل صورة معبرة عن الحراك”

أمام هذا الجدل الواسع، سيضطر صاحب الصورة إلى حذفها من صفحته؛ ثم سيكتب مبررا موقفه في صفحته قائلا : “شكرا للجميع و لكل من ساندني و وقف مع الموهبة و الفن في نفس الوقت ، و أنا جد واثق أنكم كلكم اناس يعيشون لتحيا المحبة و الاحترام .. لكل منا الحق في قراءة أي صورة كما نريد، لكن لا يحق لنا أن نمس كرامة الأشخاص أو نحاسبهم لأن الله عز وجل وحده من يحاسب . في ما يخص وجهة نظري وبما أنني صاحب الصورة إليكم قراءتي . يوم الجمعة 7 جوان 2019 و أثناء صلاة الجمعة و بالضبط في الخطبة الثانية كنت أسمع صوتين ، صوت الخطيب من جهة و صوت الحراك من جهة أخرى، أين غضبت كثيرا وجاهدت لساعات من أجل التقاط صورة أرسل بها رسالة للأشخاص الذين لا يحترمون المصلين !بعد انتهاء الصلاة لاحظت نزول الفتاة التي من جهتها انتظرت انتهاء الصلاة و الشاب صاحب السجادة، لكي انبه للناس ان عليهم انتظار انتهاء صلاة الجمعة من أجل الخروج ، مثلهم مثل الفتاة ، فلكل منهم هدف واحد ، الشاب أدى الصلاة و الفتاة ذاهبة للحراك.. أما بالنسبة للأشخاص السلبيين الذين تهجموا على اللباس.. صراحة لا أوجه عدستي من أجل احتقار الناس.. ببساطة لا نعلم من فينا الأحق بالجنة كما أنه لم يحتقر الرسول صلى الله عليه وسلم يوما شخصا !و من منبري هذا اشكر كل من ساندني و دعمني للمواصلة في هذه الهواية التي لا أجيد القيام بأي هواية غيرها”

المصوّر خير الدين ، أعلن على صفحته في الفايسبوك أنه قام بحذف الصورة المثيرة للجدل من صفحته. لكن الصورة تكون قد انتشرت انتشار واسعا عبر شبكات التواصل الاجتماعي في الجزائر وفي العالم؛ صورة من بين عشرات الصوّر الملتقطة خلال جمعات الحراك في الجزائر، وقد جالت أرجاء العالم، وتحدثت عنها بإعجاب كبريات الصحف ووسائل الإعلام في العالم، مبرزة صورة حضارية جسدها الشعب الجزائري من خلال هذا الحراك الشعبي السلمي غير المسبوق في التاريخ.


تعليقات

انظر الصورة
فليس فيها ما يخجل المشاهد ، وان اربكت المتأسلمين .. فالفتاة بكامل أناقتها وكبريائها ، ترتدي علما وطنيا ، وسروالا، وحذاء رياضيا ، ومتوجهة لاداء واجبها الوطني ..
والرجل ذو بنية قوية ، يرتدي فوقية بيضاء .. وسندلا ، وتسبقه سجادة الصلاة وكانه يقول : شوفوني ، ويمضي لحال سبيله غير مبال بما يجري حوله .. فيما ينظر للفتاة المارة من جانبه نظرة جانبية غير بريئة
الصورة خير من الف كلمة ..
وما اقترفته هذه اللقطة من تفريق الرأي العام حولها لخير دليل على دلالتها العميقة .. وان كان بها ما يخجل البعض حقيقة هو الدور الريادي الذي لعبته وتلعبه المراة في النضال وتأثيت الحراك الشعبي وركونية وسلبية الرجل.. والامثلة كثيرة ابتداء من سالومي مرورا بزرقاء اليمامة، وجان دارك ، و ماريانا بينيدا ، وحادة الزيدية ( خربوشة) ، وجميلة بوحيرد ، وكنداكات السودان واخريات
 
أعلى