وساط جيلالي - لوحة فنية.. قصة قصيرة

إنه الصباح، في بار مارسيليا خمسة زبائن، موظفان بالبلدية، عسكري متقاعد، ساعي بريد، وأستاذ للغة العربية ٠
كان الهدوء مخيما وكانوا يحتسون كؤوسهم صامتين، حين دخل بائع يحمل لوحات تشكيلية ذات إطارات مذهبة، لم يعره أحدا انتباها سوى الأستاذ الذي نادى عليه، ولم يساومه واشترى منه لوحة بمائتي درهم، وضعها بجانبه والتفت للجالسين وبدأ يحدثهم :
ـ ربما تظنون أن لوحة بمائتي درهم غالية؟ يا سِيدِي في أوروبا تباع اللوحات بالملايين! لكن في بلادنا، للأسف، لا نعير الفن أي اهتمام ٠
وهز الآخرون رؤوسهم، متظاهرين بالموافقة على ما يقوله ٠
بعد الزوال، أتى سكارى آخرون، كان موظفا البلدية والعسكري وساعي البريد قد غادروا، لكن الأستاذ كان لا يزال بمكانه، وقد اكتظت الطاولة أمامه بقنينات البيرة، و كانت تنقصه ثلاثة دراهم عن ثمن بيرة جديدة، و دخل مرة أخرى بائع اللوحات٠
نادى عليه الأستاذ، وبعد مساومات أعاد له لوحته مقابل خمسين درهما، وصاح بالنادل بصوت مرتفع :
ـ بيرتان من فضلك



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى