جعفر الديري - فاطمة المرنيسي: الحوار مع الأجانب من احتكار النخبة

كتب – جعفر الديري

قالت عالمة الاجتماع والكاتبة النسوية المغربية د.فاطمة المرنيسي ان اللغات الأجنبية والحوار مع الأجانب هو من احتكار النخبة، لافتة إلى ان الشعوب تظل لا حق لها في معرفة اللغات الأجنبية ولا في استخدام الانترنت، وبالتالي لا يتحقق لها التعرف على تقنيات الحوار التي تؤهلها للحوار مع الأجانب.

جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقتها د.المرنيسي في مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث مساء الاثنين 14 مارس/ آذار 2005، بعنوان "الكوبوي والسندباد... ثنائية السيف أم القلم"، استحضرت فيها ثنائية السيف والسندباد الذي لا يخاف الآخر بل يسافر ويبحث، والغنى الرمزي والروحي والمادي للتواصل مع الآخرين، وكتاب "الأسطورة والتاريخ الموازي".

وقالت د.المرنيسي: إن كون العرب يتميزون بكونهم مخترعين لصناعة الورق، لدليل أكيد أن الإسلام دين ثقافة وأخذ بأسباب العلم، وعلى أن القرآن الكريم له مساهمته العظيمة في خلق المجتمع، فالإسلام ثقافة حوار وتواصل مع الآخر، وليس أدل من قوله تعالى (ادفع بالتي هي أحسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) "فصلت: 34". لكن السؤال الذي يبرز هنا هو: هل نستطيع التواصل مع الآخر من دون أن تكون لدينا رغبة في ذلك؟ فنحن لا نستطيع امتلاك السلطة إلا عندما تكون لدينا القدرة على التواصل.

وضربت مثلا على التواصل بالسندباد العربي، مضيفة: يبرز إشكال السندباد والكوبوي كإشكال بين السيف والقلم، السيف الذي يرفض التواصل والحوار والقلم الذي يعني التواصل والاقتراب من الآخر، فالسندباد يعني التواصل والكوبوي يعني القطيعة، والاختلاف بينهما كبير، فالكوبوي يعتبر من لا يعرفه غريبا وبالتالي فهو عدو، يجب أن يتخلص منه، على عكس السندباد حينما يحاول الاقتراب من الغريب والتعرف عليه، فهو في رحلاته يتعرف على الآخر معتبرا نفسه هو الغريب.

صحيفة الوسط البحرينية
العدد : 923 | الأربعاء 16 مارس 2005م الموافق 03 صفر 1441هـ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى