رضا أحمد - مناوبة أبدية بين صوت وصداه.. شعر

فيما الوردة تظن نفسها تنزف
بغريزة طفولية،
قبلها رجل قائلا: الذي يجمعنا لن تمنحه خطيئة
حق اللجوء إلى بيت،
شفاه تكابد مراوغة الخجل
لتسقط فوق ظلها بالضبط،
عيون تشبه فراشات على وشك الإقلاع
يلتصق بها كل شيء
إلا رغوة الليل،
المسافة دعوة للصراخ ليس أكثر
والصمت سباحة طويلة في جرح،
هكذا الخبرات المؤلمة تتسع
كباب بين عربتين في القطار ذاته
لتواري سخافة الفقد.
..

بينما المدينة تتلاشى
والأطلال ترشد الصدأ
إلى حياة مبالغ فيها مرت من هنا
غادر يوم ظن أنه في المنزل الخطأ،
مرت سبع فقرات من عنق مئذنة
ولم يشارك في مراسم الذبح،
لم يدر كيف صارت الأيقونات خالية
من الإيماءة الراضية
حتى انها لم تتقاض أجرها
حين تحقق النذر
وعاد الريش إلى جثة البيت.
..

في ذات الوجبة
وضع ذئب فريسته بين ظلها
وانعكاس صورتها في المرآة،
اجتمع بها كل الموت
كما يقتضي الفناء التام
ولم تعرف على من تبكي أولا.
..

أخيرا
حلت بقعة حبر كبيرة مكان شجرة العائلة؛
كان جدي كلمة
بالكاد نطقها الله في وحدته
لم تحمل نبوءة
أو رسالة انحسر عنها الغموض،
بذرة مزقت مفاصل الطمي
منحها الأمل دربا طويلا إلى السماء
خضرة تشع في القلوب
وأيام تتسلل بخفة بين غصن وآخر
الآن
مهمة الموت أن يفض اشتباك الأسماء.
..

بداخلي ربة بيت
ورجل يراقبها بحذر؛
الحب بينهما
جلسة لمراجعة فواتير القبلات
أثناء دخولها المدارس.
..

أترك الحياة تركض فوق آثار الأقدام
تقتحم بيوتا اقتلعت عناوين ساكنيها
تلتقط ما تبقى من الرماد
حتى آخر كلمة سقطت من فم بندقية،
أترك الأمل كأداة تعذيب
وعداء وحيد
يتوقف عن الضحك
حين يسبقه ظله إلى خط النهاية.
أترك النافذة موصدة
كأرملة تعرف أن الموت قادم
فلا معنى للأسف الذي يتكبد عناء
تذكيرها بتجاعيد
تغوي صورتها القديمة.
..

لا بد أن تكون غريبا
في القاهرة
لتبتسم،
لا بد أن تكون مقيما في القاهرة
لتسحب من عينيك شظايا الغروب
وتسقط في النيل
كما لو كنت مجرد حفنة أوراق
حملها مسافر ذات يوم.
..

أريد تلك المغفرة
التي تدفع أبواب صدري
برفق
لأهرول عارية في الطرقات بلا قلب
بلا ذاكرة
ولا اسم
فقط أحمل بين أسناني
عنوان بيت الله.
  • Like
التفاعلات: ماريا حاج حسن

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى