رضى كنزاوي - مفاوضة.. شعر

بعدما فشلوا في تحويل
شاعر وحشي..
كالحشائش التي تنمو
على حواف الخرائب
ببول العابرين
إلى باقة ورد
هاهم يطوقونني الآن
كما تطوق الضباع
غزالا في البراري...
بتهمة نشر عدوى الحزن
وكتابة قصائد رخيصة
دون استعمال واقي ذكري.
أرفع يداي
أخر على ركبي...
أستل منديلي الأبيض
من جيبي كساحر
فأعصر أنفي ..
ولا أعلن أبدا الاستسلام...
كيف لشاعر يبارز العالم بخمسة
أصابع أن يفعل....
شاعر ينحذر
من سلالة الديدان
المثخنة بصياح الموتى
شاعر يحرض الظلال
أن تتمرد على أصحابها...
وأوراق الخريف أن تتشبت بجذوعها
والوديان أن تنحرف عن مجاريها
والسفن أن تغرق ملاحيها...
والأحذية أن تسقط ممتطيها
كالجياد الآبدة
كيف لشاعر مريض
بسرطان الوطن..
أن يهجن كفأر الهامستر
إن خضوعي..
هو خضوع مطلق للضمير الإنساني
لطفل إلى الشارع
لركب إمرأة تتبعها الشهوة كالدخان
للطبيعة
للأهواء
للمسرح
للموسيقى الكلاسيكية
عندما تنبثق من بحة مذياع قديم
للحرية
عندما تنبري كالصرخة من
ذروة الإطلاق.
لكنني أستطيع أن أفاوضهم
إن أعادوا مسدساتهم إلى جرابهم
وأنيابهم إلى أفواههم
وسياطهم إلى خصورهم
واقلامهم إلى محافظهم
لأن هناك احتمال كبير جدا
أن أخضع لهم وأصبح
شاعرا هجينا يكتب
عن النبات
و حوادث السير....
شريطة أن يأتوني بسمكة حمراء
تحفظ جدول الضرب
عن ظهر قلب.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى