محمد عبد الوكيل علي جازم - الخدوش التي تزعق في الجدار.. شعر

دوى الآن صوت ارتطام الكرة الأرضية
على حائط غرفتي
-دوووووووم
جوار كهفي الافتراضي
تطايرت أقدام وحوش
وغزلان بریة
وأرانب عنقودية انشطرت وتشظت..
-انها الحرب...
كل أموال العالم تغذي قلبها
واطرافها الدامية.
الخدوش التي تزعق في الجدار تبثّ
الى رأسي كل صریر الفوضى الخلاقة
تسرب -ايضا- شجار صاخب
بين أطفال يتعاركون خفية..
حبست دموعي حین سمعتهم..
كأنهم اخوتي وأبناء عمي قبل سنوات طويلة
اطفال العالم جمیعا یمتلكون نفس الصوت
وكذلك الآباء حین تقشعر اجسادهم
من السجون القذرة.
.......
الجدار یمتد..
أمواج جنائزية تتلاطم
ثمة زعیق قردة في غابة مهجورة..
اسمع صراخ أمعائه الجائعة وهي تقرقر
في الثلث الأخیر من اللیل
-ماذا یرید أن یأكل؟
-اطفال القریة..
-لقد اكلهم جمیعا..
والنساء لقد سباهن أيضا.
قبل أیام سمعت
امرأة تعد طعاما - لأبنائها المساكين -
من الحصى والحشائش
لكنهم صمتوا إلى الأبد
نازلوا الجوع حتى استشهدوا
كانت أمهم تطبخ الهواء
بدون إناء
لانهم لایمتلكون سوى قدر من البلاستك
وعود خشبي من بقايا شجرة سدر
نار الالم تفتح السنتها في كل الجنبات
وهناك ماء تتصاعد أبخرته إلى اللاشيء
الجدار مصمت وبارد..
لايسرب شيئا سوى أنين قتلى
قتلى الحرب الناشبة في جدار الأرض المهول



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى