خالد عثمان - جزيرة الذهب..

في جزيرة تقع في قلب محيط مخيف حيث يتقاطع خط الاستواء مع خط الزمن الصفري نشاء بين اشجار الباباي وشتلات الموز وصح بدنه بالركض علي رمال جزيرته الذهبية مع بنات وفتيان عمره. اخبره جده بأنه اختار هذه الجزيرة للعيش فيها لبركتها وغزارة اسماكها وهربا من تجار الرقيق الذين كانو يجوبون السواحل ويبعثون ضعاف النفوس من قبائل الاكان والكا الي الداخل لجلب الرقيق من كوماسي وما حولها وشرقا الي بحيرة الفولتا شمال قرية اكسومبو وحكى له جده كيف استطاع الافلات من تلك المرأة الافريقية الشريرة التي سعت لإغوايه ومن ثم بيعة بثمن وضيع الي زعيم عصابة تتاجر في بني جلدتها.

ومع شروق كل شمس تستقبل الجزيرة سكان جدد من مختلف القبائل الساحلية خاصه بعد هروب الاسماك الي داخل المحيط بعيدا عن التلوث الذي جلبه الطريق القاري ومصافي النفط والمعامل الصناعية. ومع تكاثر السكان اتي ذلك المسؤول الحكومي لأنشاء مكتب الضرائب وتعين ضابط إداري لتنظيم الجزيرة ولم تعد الأمور كما كانت خاصة بعد إنشا ذلك الفندق الضخم وادارته الاجنبية.

افاق ذات صباح علي صدي ضحكات وصراخ منتشي لم يسمعه من قبل وحديث بلغة لم يألفها وتريث في الخروج حتي يفرك عينية ويشرب من عصير جوز الهند بعد ان يأكل لبها الابيض ويستاك به، ولكن قبل ان يخرج اضأء باب كوخه وجه ابيض لفتاه في مقتبل عمرها ترتدي ثياب يذكر انه رأها في بعض احلامة، جأته حامله لكلب ابيض كثيف الفراء يرتعد من الالم واستوعب علي الفور نظراتها القلقة وتذكر احد الوصفات الافريقية المستخدمة في علاج الابقار ومسح بها الكلب الذي غط في سبات عميق رغم هطول الامطار الذي لم يحث له مثيل، وقضت مونيكا تلك الليلة في ذلك الكوخ الخشبي وفي الصباح بدأت في التفاهم معه في كيفية السفر معها مستخدمة لغة الاشارة والرسم علي الرمال . وهرب الي تاكورادي بعد ان ركب معها اليخت الراسي امام الفندق خلسة وقضي معها عدة ايام قبل ان يعاني من الطيران الذي كان يظنه الموت الذي حدثه عنه جده.

وقاده التاكسي الفخم من هيثرو الي مي فير حيث من المفترض ان يعيش مع مونيكا وفي الطريق تلفت كثيرا بحثا عن شجرته المحببة جوز الهند وقد انتابته رغبة عظيمة وعطش مبالغ فيه ولكن لم يرى غير اشجار مسودة لا ثمار فيها وتمني ان يطير به ذلك التاكسي مرة اخرى الي جزيرته ليطيب خاطر حبيبته التي ستروى دموعها جزيرة الذهب.

ومرت الايام رتيبة يأكل ، ينتظر مونيكا، ينام ويصحى ليتمشى في شوارع لندن مابن بيكاديللي ، اكسفورد والطرف الاغر الذي اصبح مكانه المفضل ليزور صويحباته من الحمام النائح ، بالتأكيد لقد وجد السلوى في نوح الحمام .

بالتأكيد لقد وجد السلوى في نوح الحمام بعد ان فقد خط الاستواء حيث تشرق الشمس في السادسة وتغيب في السادسة ايضا ,ولكن لايزال ذلك الاحساس يطارده أنه مثل صرصور” فرانز كافكا” المنقلب على ظهرة يحرك رجلية في الهواء من غير جدوى بل انه ابعد من لامنتمي” كولن ولسن” يطارد كل النساء وينال منهن ولافائدة. وبعد ان افرغ ما في يديه من حبوب قفل عائدا مرة اخرى ليتمشي وفي مخيلته عدة خيارات ولكن الشوارع الخالية من البشر قادته الي كوينز وي ومن ثم الي مكتبة وستمنستر حيث محرابه في قسم التاريخ ، لقد قراء كل تاريخ افريقيا هناك ووطد انبل العلاقات مع الثوار الافارقة في غرب افريقيا وشرقهاوتعرف علي سلاطين تمبكتو وعثمان دقنة في حرب النهر .وترنم ببعض الانغام الحزينة “لالفا بلوندي” وفي عقله الباطن صوت جده يحكي له عن النساء اللاتي كن يتاجرن مع البيض ووصيته له بان لايقع اسيرا لأمراة اولأبيض فالأمر سيان.

وفجاءة جلست امامه يشع حمارا رقيقا على خدها الاسمر ويزيد ضوء المكتبة المتوهج من جمال لونها الخمري واكمل كتابه بغير تركيز وانتظرها ساعات امام الباب، حياها وسار معها الي محطة المترو بل اخذ القطار معها الي شرق لندن حيث يقطن الهنود وحكت له عن بلدها، عن الجزء القديم من جزيرتها و عن الجزء الحديث وعن ثروة والدها الذي لايعرف كيف سينفقها، وعرضت عليه ان يرجعا معا الي جزيرتها ليبداء معا عمل تجاريا وهم بالموافقة لولا رنين ذلك الهاتف اللعين الموصوف بالمحمول، انها مونيكا علي الخط الاخر غاضبة من تأخره عنها تأمره بأن يحضر على الفور وان لاينسى علبة الدخان وزجاجة النبيذ. وتوقف عقله عن التفكير حتى انه نسى يودعها او يأخذ منها موعدا، انه اسير مونيكا لابد ان يرضيها وفكر في اسرع الطرق الي مي فير وقرر ان يأخذ قطار بادنتغون وجلس بدون قصد بجانب فتاة نيجيرية ذات جمال متوحش وبنية سليمة تنبض بالحياة وانفرجت اساريرها عند رويته عن ابتسامة ذات معان كثر وقرر ان ينزل معها في محطة بادنغتون وبدون ان يتحدثا تشابكت أيديهما وا خذا القطار المتجهة الي مطار هيثرو ومن هناك طارا في أول رحلة الي خط الاستواء.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى