عماد بدر - أريكة الزمن..

كانت تنظر إليه في كل لحظة يمر من أمامها ولا تمل وتتمنى أن تذهب معه في رحلة ولو قصيرة وتحكي له عن صلابتها وعن توازنها بعدما تجملت بأجمل الألوان ونسجت لنفسها ثوب أرابيسك متشابك التجارب وتسلحت بأرجل كثيرة لتستطيع العدو معه ولكنه لم يتوقف برهة لسماع حكاويها . فلديها كثيرا من قصص العاشقين الذين جلسوا بجوارها ومروا من أمامها . هل يخشى عليها من من النهايات المؤلمة ؟ نعم إنه فتى أحلامها . رشيق وجميل ويستطيع تجاوز كل المحن ويمر من خلال كل العصور تاركا خلفه حطام من لم يستطع العدو معه وكأنه يبحث عن ضالته. هي تعرف كل هذا ولا تبالي . تريد أن تعرف معشوقته ما شكلها وما لونها وكم من الأرجل تملك حتى تنال ثقته وتقنعه بالمكوث معها . وفجأة قررت أن تخوض التجربة فودعت مكانها وفردت ذراعيها وأمسكت بثيابه و دخلت المضمار . لا شيء يستطيع اللحاق به إنه حقا بطل شباك المراهنات والكل يستعطفه أن يتمهل فكلهم يطمعون في المركز الثاني بلا جدوى فهم لا يرون خط النهاية . وبدأت تشعر بالتعب المسافة تزداد بينه وبين المتسابقين . إنها محظوظة فهو لا يكترث بكل من في المضمار من جميلات ولكنها تعبت واستنفذت كل حكاويها لكي تقنعه أن لا يتخلى عنها في المضمار . ياللأسف غلبها الإرهاق وشعرت بأنه لا يستمع إليها فققرت التوقف والعودة لمكانها والتخلي عن حلمها واكتفت بانتظار فارس أحلام غيره . وعندما عادت وجدته بانتظارها يمتطي فرسا ......​
بقلم / عماد بدر



بقلم : عماد بدر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى