محمد أحمـد حسين - هــــذا حالنــــــــا.. شعر

وحالُ الوطنٍ هناك تحت وطأة أحذيةْ العٌصْبةِ الآتمـــــــــــة
أرقٌ ، وعرقٌ وخوفْ
جوفٌ ، جوعٌ وآتٍ بالهواجس محفوفْ
رعدٌ وبرقٌ وهمٌ فوق هـــمِِ هَمَــــــــــــى
موجٌ ،إعصارٌ وبحرٌ جرى من ِدمــــــا
مخبرٌ ، سجنٌ وسجانٌ وأدمْعاً تفجرت ألمــــــا
صمتُ قهر كبت واغتصاب الكلمـــــــة
حتى لو كانت حشرجة موت أو مجرد همهمــــــة

وحالُ الوطن هنــــا
اجتماع ومؤتمرٌ ولقاءٌ وربطة عنقٍ وكلامٌ
وكلام
وكلام
ثم كلام فكلام
ثم خازوقٍٍ آخَر إلى يومِ القيامــــــــــــــــــــــــــــــــــة
والبنيات الحرائر هناك على شط البحر يجدلن الضفائر
واهمات بأنّ ليالي الأفراح حتماَ قادمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
وأننا قد شددنا أسرج الخيلْ
وامتشقنا سيوف المنايا والويلْ
وأننا قد هجرنا الخلاف هجرنا ا الكلامــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
غادرنا مدائن الخِدر والفنادق
واتخذنا الخنادق سُكنى ومقامــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
َبيـــــْدَ أنّا مازلنا نتنابح كالكلاب على جيفة
وأننا مازلنا نمارس ذاتْ اللعبة السخيفة
لعبة من يكون صاحب الفخامــــــــــــــــة
هل الأجمل ربطة عنق؟
هل الأكثر ثرثرةً وتنظيرا وكلامـــــــــا ؟
أم الأكثر أناقةً ووسامــــــــــــــــــــــــــــــــــة ؟
بعضُنا قال نريده برأسٍ واحدة
بعضنا قال بل برأسين
فليحرق الرأس
والرأسين بل كل خِواء الرؤوس
ألسنا نحن معشر التيوس
من خلَّقْنا بأيدينا أوثانا وأصناما
وألسنا نحن من أعاد يوماً بجهلنا أمجاد َ داحس والبسوس
ونخر في عظمنا السوس
نحن من مَسَخَنا إسياسُ في مسرح العرائس دُمــــــى
فصرنا نتناطح إلى يومنا
فما سئمنا النطاحَ
وما سئّمنا الانبطاحَ
ألسنا نحن من لم يحفظ عن الرسول ِ إلاّ حديث التكاثر
فاكثرنا من النساء ،فأنجبن تنابلة
أكثرنا من الأحزاب ،فكانت متخاذلة
ففاخر بنا يا رسول الله فاخر
حين نأتيك حفاةً عراةً يوم القيامــــــة
وبعضنا تطأوس وشيد لنفسه أبراجا من عاج
ثم أحكم عليها السياج
يرى في الآخرين مجرد قطيع من نعاج
تمترس خلف شاشة فضية
يريد أن يحسم القضية
ويقوِّم الاعوجاج
فلا قضيةً حسم
ولا اعوجاجاً بِشاشتِه استقامـــــــا
أعلى