مزمل الباقر - عن ابنة الأسرة الشيوعية.. عرض لفيلم : إلقاء اللوم على فيديل (La faute à Fidel )

قرر الوالد ( فيرناندو ) أن يعتنق الفكر الشيوعي ولحقت به زوجته ( ماري كلير ) بعد حين. لهذين الزوجين ابنة في حوالي التاسعة من العمر تسمى ( آن ) ولها شقيق يصغرها في العمر يدعى ( فرانسو ). كنا يعيشان في رغد من العيش قبل أن يقرر الوالدين الانتقال من البيت الكبير ذو الحديقة الغناء التي تغرد فيها الطيور وتضوع بها عبق الأزاهير. قرر الوالدين أن يتقاسما مع ابنائهما المعيشة في شقة صغيرة متواضعة. واختفت الحديقة التي كانت في منزلهما الكبير وليصبح المتنفس للأسرة الحديقة العامة وتغير شكل الطعام إلى نموذج للطعام.

حدثت كل تلك التغييرات عقب تأثر الزوج بأفكار اخته التي تعارض نظام حكم فرانكو وتساند ثورة الرئيس الأسباني– فيما بعد – سلفادور الليندي. أما الأم فإنها قد اتجه بكتاباتها لإصدار كتاب عن حق المرأة في الإجهاض وشرعت في جمع إفادات من الفتيات والنساء اللاتي اجرين أو بصدد إجراء عملية إجهاض لمعرفة الأسباب التي حدت بهن لمخالفة القانون الفرنسي في ذلك الزمان ورغبتهن في التخلص مما بأرحامهن.

قرر الوالدان منع ( آن ) من تلقي العلوم الدينية في المدرسة مما حدا بالطفلة ان تحتج بشدة لدى اسرتها ولكن احتجاجاتها ضاعت جهودها أدراج الرياح فالوالدين رأيا أن العلوم الدينية هي محض خزعبلات.

بعد ايام تتعرف الطفلة لاحقاً لإمرأة في الحديقة العامة تحدثها عن بدء الخليقة لكن ليس كما عهدت من الدروس الدينية في المدرسة وإنما تحدثها عن بدء الخليقة وفقاً للأساطير الإغريقية

تعود ( آن ) للدروس الدينية مجدداً بعد أن عطفت عليها والدتها، ولكنها تصدم بالمدرسة التي تناديها الطالبة بالأخت، ومرد ذلك ان ( آن ) اجابة على سؤال الاستاذة بطريقة مغايرة لمفهوم المؤسسة الدينية. فاسكتتها الاستاذة واخبرتها انها اخطأت.
في البيت كان ( آن ) تبكي وسط والديها وتود ان تغادر تلك المدرسة لمدرسة أخرى. ويكون لها ما تريد لتلتحق بمدرسة حكومية غير دينية.

المشهد الأخير في الفيلم .. بدأ بدخول ( آن ) للمدرسة الجديدة وهي تحس بالغربة وسط صخب ممزوج بالفرح لأطفال من الجنسين، وقد شرعوا في اللعب داخل باحة المدرسة، والحقائب الصغيرة تحملها اكتافهم الغضة تتأرجح مع تتدافعهم وهو يتفادون الاصطدام بالوافدة الجديدة ( آن ) التي كانت تبتعد عنهم متفادية الاصطدم. حتى صارت دون أن تقصد بالقرب منها حلقة من الايدي المتماسكة لأطفال في مثل سنها أو أقل وربما أكبر بقليل. وكانت هي العقبة في اكتمال الحلقة ولأن الحلقة كان ينقصها شخص أخير لتكتمل.

مدت يدان صغيرتان عن يمينها وعن شمالها لتمسك بها. ترددت ( آن ) قليلاً قبل ان تمسك باليدين وتبدأ الحلقة المكتملة في الدوران وسط ضحك طفولي جميل. ومن ثم جاء ( تتر ) الفيلم كستارة اسدلت على مشاهد الفيلم.

من موقع ويكبيديا:

- الفيلم يناقش مجموعة من الفلسفات والايديولجيات وكل شيء بين الشيوعية والكاثوليكية إلى الأساطير الأغريقية والأسيوية التي جعلت بطلة العمل ( الطفلة: آن ) ذات الأعوام التسع في حالة من الارباك.

- ( إلقاء اللوم على فيديل ) أو ( خطأ فيديل ) – على حسب الترجمة – من إخراج: جولي قافغيرا ومن كتابته أيضاً معتمداً على الرواية الإيطالية التي تحمل نفس الاسم من تأليف: دميتيلا كالامي.

- يشير موقع الويكبيديا إلى ان الفيلم يتناول احداث الفترة من العام 1970 وحتى العام 1971م بحاضرة فرنسا مدينة النور ( باريس ) لطفلة في التاسعة من عمرها لأب ولد بإسبانيا يعمل كمحامي وأم فرنسية تعمل كاتبة.

- كان العرض الأول للفيلم – ولا زال مصدري موقع ويكبيديا – كان العرض الأول بــ (مهرجان دوفل السينمائي الامريكي) في العاشر من شهر سبتمبر للعام 2006م وفي 29 من شهر نوفمبر من نفس العام بفرنسا ليعرض لاحقاً في شمال امريكا في الثالث من
شهر اغسطس لسنة 2007م.

- رغم حصول الفيلم على اشادة النقاد وجائزة ( أم. بي. أي. ميشيل دورنانو ) لأول فيلم فرنسي واحد. وتحقيقه في اسبوع عرضه الأول بباريس على 9.004 دولار وتزايدات ايراداته لتصح إلى 168.65 دولار. وحقق 192.178 دولار خارج فرنسا واجمالي
الايرادات بكل العالم كان 1.360.243 دولار.


ثمة ملاحظات:

- في اعتقادي رغم جودة العمل الفني وفي رصيدي الشخصي من المشاهدات القليلة عدد من الأفلام الفرنسية سواء القصيرة منها أو الطويلة تحقق نسبة مشاهدة عالية .. رغم كل ذلك النجاحات التي تحققها السينما الفرنسية خارج مهرجان السعفة الذهبية بمدينة كان
أو غيرها من الفعاليات .. نجد ان هذه النجاحات لا تتحقق في شباك التذاكر الأمريكية أو في مهرجانات الأوسكار المتتالية. ربما مرد ذلك لعامل اللغة ولكن الدبلجة والترجمة قربت بين المشاهدين على اختلاف لهجاتهم.

- وبالمثل نجد أن الفنانين الفرانكوفونيين الذين حظوا بالشهرة العالمية كان لتغنيهم باللغة الإنجليزية بجانب الفرنسية وربما لغاتهم المحلية، الدور الكبير في جعل اسمائهم تعرف عالمياً. اتجه بهذا الزعم وشاهدي المغنية العالمية الكندية الأصل القادمة من مدينة كيبيك :
( سيلين ديون ) ، ومواطنتها المغنية العالمية: ( لارا فابيا ) ومن جيل الشباب – إن جاز لي التعبير – نجد الفنانة الفرنسية: أنديلا وكذلك المغنية الفرنسية: ( تال ).

- ما حدث لهذا الفيلم مغاير تماماً لمحادثة للفيلم الشهير ( Intouchable ) أو محظور لمسه – إن صحت التسمية – للممثل العالمي: عمر سي. حيث ان الفيلم الأخير حظي بنسبة مشاهدة عالية جداً في أمريكا ولكن إحدى المجالات الفنية رأى نقادها أن فيلم ( محظور
لمسه ) به إشارة خفية للعنصرية والتمييز على حسب اللون.

- في اعتقادي الخاص أن هنالك عدداً لا بأس به من الأفلام الفرنسية بكافة اشكالها ومدة عرضتها تستحق ان تنافس في المهرجات التي تقام بامريكا ولا أظني قد غاليت إن زعمت أن بعض هذه الافلام تستحق ان تنال جائزة الأوسكار الشهيرة.


مزمل الباقر
امدرمان 6 ابريل 2015م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى