عبد الستار ناصر - سيدنـا الخــليفة

حرارة أجسادنا تفوح من المسامات وفوق أجسادنا - ونحن في الشتاء - يمكن أن تسلق شيئا من البطاطس والبيض، فقد نصت قرارات (الخليفة) علي أن نعرق في الشتاء ونلبس الثياب الصوفية في الصيف.

وإلحاقا بما ورد، وجب أن تكون بيوتنا مدفأة في تموز (يوليو) وآب (اغسطس)، ومبردة في شباط (فبراير) بعكسه يعاقب المخالف بالجلد أسبوعيا لوقت يصل حدّ الثلاث سنوات، أو بالحبس الانفرادي من ستة أشهر إلى أربع سنوات أو بغرامة مالية تدفع بالتقسيط، وفقا لطبيعة التعمد والرفض أو طبقا للسهو وفعل العادة.

ذلك نص القرار السنوي العاشر، الذي قرأته المذيعة التلفزيونية وهي تبكي بعينين قهوائيتين جميلتين كأنها تعتذر للمشاهدين عما سببته من حزن قاهر.

داخل مدينتنا المزحومة بالعهر والبكتيريا، وفي شوارعنا العتيقة التي تتبخر منها روائح السمك البائت والأجساد المعذبة في السجون أغلقوا علينا كل شيء، ولم تكن غريبة علينا - نحن أبناء مدينة السعادة - تلك القرارات الدامغة الشاذة، فقد اعتدنا منذ السلطان عبد الحميد على أن نبوس أولياء نعمتنا ونحني ظهورنا ونهتف ملء حناجرنا لسيدنا.

وقد تعرش في هذه السنة آخر خلفائنا، وقد كنا نلقبه - نحن المتمردين السريين وكذلك أطفال محلتنا الظرفاء - بخليفة العصر التلفزيوني، ذلك أن الخلافة في الأرض لم يعد لها أي بأس بعد ما أصبحت الدنيا متخمة بالسينما والثورات ومليئة بالطائرات وأفلام جين فوندا.

غير أن كل القرارات التي نفذناها، وكل الرغبات التي مشت وتسربت الى أنفسنا لم تكن أبدا كالتي سمعناها الليلة، فقد قنعنا في شهور ولت برغبة مولانا في أن يقص شعورنا الطويلة وضحكنا معه لما شقّ بنطلوناتنا في الشوارع العامة، بل، مددنا إليه أيدينا وهو يصبغ أفخاذ بناتنا في الجامعة والأسواق وتحت (نصب الحرية) وبلعنا ريقنا وهو يسحب منا ضرائب العيش في الوطن أربعون فلسا على الثمن الرئيس لدخول السينما والبارات وركوب الزوارق، سبعة أيام في السجن للتدخين في رمضان أو الغمز لفتاة جميلة، نصف دينار للفرح المجاني مع إيقاف العلاوات والأعراس العلنية، وقد كشرنا عن أسناننا وهو يحجز حرياتنا في الحب والسفر والشرب عند القبور.

كل هذا صفقنا له كي نتخلص، لكن خرابنا الروحي الذي نما وتجذر فينا لم يفسح في نفوسنا بقية احتمال لقرار معجز كالذي دمغنا به الليلة، كيف لنا يا ترى أن نرغم أنفسنا علي أن نعرق في زمهرير الشتاء وأن نرتجف بردا ونحن في تموز (يوليو)، كيف ترانا نلبس الصوف وقد دمرتنا الشمس في الصيف، بل كيف نشغل مبردة في عز الشتاء ونحن في غرف من سبعة أمتار فقط.

لأن هذا يشبه المستحيل، فقد دخل السجون الفقراء، وراح يدفع الغرامات المالية كل الأغنياء والوارثين والموظفين، وكل النساء طبعا اللائي رحن يبعن أجسادهن بغية البقاء خارج السجن.

على جدارين محببين، ملطخين باللون الأسود والرماني، حفرنا (لقد منعوا كل شيء)، نعوي في الشوارع والحانات نسأل عن سرّ هذا القتل، حيث متنا من الصمت - نحن المتظاهرين الشرسين أحفاد الموت الكبير الذي لمّ يوليوس قيصر ومسلم بن عقيل، وقد انغرست عبارتنا في العروق النافرة قبل أن نمدها إلى آخر الجدارين الملتصقين بزاوية قطرها تسعون درجة.

مات أرق أحبابنا، ولم يعرف الجيل الذي جاء بعدنا ما كنا نبتغيه بذيل العبارة فراح المفكرون والرسامون والشعراء يجتهدون في كشف سرها، بل أن جائزة جد مغرية أفردوها لكل من يعرف البقية، مصحوبة بأدلة ثبوتية، حيث أن الجيل الذي جاء برفقة (كلبرت) و(توم جونز) وآلات الجاز كان ذكيا وعاطفيا حد القهر وهاويا ممتازا لتراثه الفلكلوري بكل ما فيه من جلد ودماء وعنف.

ولم يع المفسرون أن العبارة – هكذا - ليست بحاجة إلى تتمة، وأن ثمة ثائرا مخبلا يسمونه (عبد الستار ناصر) كان قد خطها ثم فرغها من الجبس والإسمنت، ولما بات من الصعب ردمها، نال جزاء فعلته ما يناله – عادة - كل المساكين المجهولين عبر كل تواريخ العالم.

نحن أبناء مدينة (32) وحيّ الزعماء وشارع الرومان ومشتل حسون وبستان شناوة، نلتمس من خليفتنا المعظم تحصين أمهاتنا وشقيقاتنا ضد الزنا وإعفاؤهن من دفع الجزية، كما نلتمس مولانا أن يكف رجاله عن جلدنا (علنا) أمام حبيباتنا وزوجاتنا، ونوافق على فعل هذا سرا للحفاظ على كرامتنا بينهن، أدام الله عمر الخليفة ونرجو أن يحفظه من كل مكروه.

بعد أن رفض (الخليفة) هذا النداء تحولت مدينتنا إلى ماخور جيد يؤمه السياح والجائعون إلى النساء الشرقيات المدهونات بالخرافة والسمرة، وقد علقت النساء أجورهن على أبواب البيوت،

بدرية بدينارين

نعيمة بنصف دينار

بهية بربع دينار

بينما تجد البغايا اللواتي مارسن العهر سرا أو علنا أبان عصور النكبات والخير والبلاء، قد نزلت أثمانهن إلى درهمين أو ثلاثة دراهم، وبعضهن مجانا، على أن تدفع عنهن ضريبة أسبوع واحد، وافعل ما شئت لشهرين.

لم يستطع أحد منا رفض شيء، والحزن ممنوع جدا بهامش الخليفة (105 ب) الملحق بقرار الحجاج بن يوسف الذي نص فيه على: (اضحكوا كثيرا لنباهي بكم الأمم).

بقينا محرومين من الحزن بغية الحفاظ على مظهرنا بين السياح، منعوا البكاء والنحيب ومنعوا تشييع الموتى ورثاء المحبين وغناء فيروز، كما منعوا أكل الثوم والبصل والزعتر كي تكف العيون الضعيفة عن صب الدموع.

واسرنا الذل قبل أن نحقق - أو نعتاد - هذه الشروط الثقيلة.

والآن يمكن أن ترى الوجوه تكشر عن أسنان صفر، لكنها لا تضحك، تحس الحزن عميقا في الروح دون أن يكتئب الوجه منا، وكذا يمكن أن تهجسنا نبكي من دون دموع، فقد اعتدنا مرغمين على حياة جديدة تآلفنا معها وانحشرنا فيها مثل الخراف، حياة سلفية ضمن حياة عصرية، كل ما فيها ممنوع بأمر سيدنا الخليفة.

كنا نبحث عن موت سهل،
وكان هذا (حلما) نكرزه كالفستق
ترى ماذا حل بهتلر ورفيقه السري الأول؟
أي عرق ينبض في أنهار مدينتنا؟
كيف نكتشف زمرات الدم في أجساد الميتين أو الماشين في الشوراع العامة كي نعرف هذا الرفيق السري؟
أهو الآن في مدينتنا؟

فقد مشطوا البحار والأنهار العميقة والمحيطات، ومشطوا الجبال والوديان والبقع الخضر المنثورة هنا وهناك، كما فتشوا الصحراء والمدن السرية، وعاينوا الحدود الرسمية وغير المنظورة، كما فتشوا بيت أمي وأبي - كي أكون بريئا - وبيت أخي المهاجر في النمسا، وبيت صديقي الذي يأكل المكرونة في نابولي، بل فتشوا كل البقع المهربة من فلسطين وفيتنام وشمال العراق، ولم يجدوا أيما دليل يثبت أن رفيق سيد الحرب الأول موجود ثمة في البقع المذكورة أعلاه.

إذن .. أليس من الممكن مثل مئات المعجزات القدرية، أن يكون هذا الرفيق المخبأ أبا لخليفتنا الجديد - مثلا - أو أن يكون خليفتنا - هو - نفسه بعد أن تعلم العربية بسبعة أيام من دون معلم؟ أن يكون أحد مستشاريه المقربين؟ أن يكون كابوسه الأبدي الذي يملي عليه كل أساليبه الخربة؟

إذا لم يكن مثل هذا ممكنا؟ كيف ترانا نحمل في لحومنا هذه الحروق والعلامات الصليبية المعقوفة؟ وقد رأيت بنفسي - وما كنت حالما ولا واهما وما كنت كاذبا ولا جاسوسا - شارة حزب العمال الألمان الاشتراكي الوطني النازية، معلقة فوق صدر خليفتنا من جهة القلب، وهو يجوب الشوارع في جولته التفتيشية اليومية بسيارته المرقمة (واحد)؟

(يمنع السفر إلي الدول المعادية، ويمنع التجوال في المدن الأوروبية والعربية).

لذلك يلتف حول مدينتنا ما يشبه الطوق البرسيمي، نما خلف أسيجة غرزتها الشرطة، كما بنوا ثكنات وسرادق للجنود كي يمنعوا خروجنا إلي دول أخرى، وأحاطونا ببيوت طينية حشوها بالبنادق والرشاشات، كما زجوا بالنساء اللائي يلفظهن الخليفة كي يساهمن في ترفيه الجنود القابعين – دائما - عند حدود المدينة.

ارتفعت هذه اليافطة سرا باللون الأحمر الغامق.
" يا عشاق القرن العشرين اتحدوا."

قتلوا بعدها مائة شاب مثقف، وما أن تكررت مرتين حتى أصبحت لدينا شرطة ليلية خاصة تفحص الوجوه، وتسأل، ثم تسجن على هواها، وتعفو على هواها أيضا.

على أثرها غصّت نفوس الفقراء المخبئين في البيوت - إما خوفا من الضرائب أو ردا على التجنيد الإجباري أو هربا من عصي الشرطة ومقصاتها وعيونها المشوهة بالجوع الجنسي - وغدا من الصعب أن يقبلوا بالموت هكذا، لا سيما وأن بضعة قرارات جدّ رهيبة راحت تتصاعد في أجواء مجلس الخلافة.

ومثل ريح نقي، بدأ العواء البشري معقما بضعة أمتار من المدينة، هائجا على تلك القرارات التي تجمعت شهرا بعد آخر، والتي ينص بعضها على (عدم الكتابة علي جدران التواليت).

ولما كان من غير الممكن لرجال الخليفة السريين أن يعرفوا من يكتب تلك الشعارات الواخزة، فقد أضاف الخليفة هامشا إلى هامش أسبق يقضي بخلع أبواب التواليت من جميع أرجاء العاصمة، وقد أبقى على أبواب تواليت النساء بعد أن تأكد - بنفسه - أن جدرانهن نظيفة وخالية إلا من أوراق الكيوتكس والكلينكس.

لكن خليفتنا فوجئ ليلة شنق المواطن (عبد الستار ناصر) بعبارات حفرت على جدران تواليت النساء، ذلك أن العديد من الرجال الجميلين - الواعدين بالثورة من أضيق الطرق - لبسوا العباءات السود وراحوا إلى تواليت مدارس البنات ومناطق نفوذ الجنس الناعم كي يكتبوا كل ما يلحّ على الروح من أوجاع وصراخات.

عند أبواب مجلس الخليفة، لا أدري كيف ومن أين أو لماذا يحتفظون بتمثالين من الشمع، لنوسكيه، رئيس القصابين الهتلريين عضو الرايخشتاغ بطل أسبوع الدماء في بولين، وآخر للماركيز دي صاد عميد الشاذين جنسيا وقائد حملة الخراب الروحي التي أحاطت لندن وشعوب أوروبا الغربية.

لا أدري كيف جيء بأصل هذين الوجهين ومن دل الخليفة عليهما، وكيف انسحبت نفوس أعضاء المجلس إلى أشرس اثنين على خارطة الإنسان الكونية، بل كيف توقف الاختيار عند هذين حسب، مع أنهما ماتا منذ أزمنة لم يعد لها أي هاجس في الذاكرة.

إن أي جواب أعده لنفسي، اضحك منه، وأي جواب اسمعه من أيما صديق ذكي، اضحك منه، وكلما قرأت عن الحرب والشذوذ أو مهما أسهب (وليام شيرر) و(كولن ويلسن) في ذكر وقائع منسية،أرى نفسي اضحك، حيث أن بلادي - وأنا أبكي أوجاعها - أبعد ما تكون ذهنيا وعاطفيا وجغرافيا وثقافيا عن نوسكيه جزار وزارة الحرب النازية وعن دي صاد عاشق الدماء والجسد.

الخليفة نفسه لا يعرف الجواب (قال هذا في حديث عابر..) بيد أنه يعشق هذين التمثالين وقد ارتفعا على منصتين من الجبس يذكران السياح والوفود الرسمية والرياضيين والأدباء العرب والمستشرقين، بأننا أمة خسرت نفسها، قتلت انبياءها ووأدت بناتها وانفكت عن كل أمجادها بعد أن خصت أعز وأثمن رجالها، وأنها أمة تنتظر الموت بعد أن ترى اسمها محذوفا من كل خرائط الأرض ومكتوبا بحروف أخرى لجنس آخر كنا نكرهه ونرغب أن نرميه في البحر ضاحكين؟

كان الحزن يقتل فيّ أوردتي وأنا أعيش الوجع الذي يقتل أمتي، وما كنت أدري لمن أشكو محنتي من أجل نهاية هذا الرعب الدموي، فالصحافة التي لجأت إلى دارها أغلق حلقها البذخ والرشاوي والتهديد، والمفكرون الذين يزوروننا - أبان مؤتمرات سنوية ثابتة - يحجزون في فنادق الدرجة الأولى، يصفقون بعد الشرب والعشاء لقراءات شعرية لم تزل محشوة بالنون والياء والكاف، ثم يرجعون بطائرات البان أمريكان المربحة.

في حزيران (يونيو) ومثل مسلة مزخرفة بالحروف المسمارية ارتفعت في محلتنا شعارات الضد، وارتفعت معها حمى الصراخات متخمة بما لا تعيه أو تفهمه القلوب، كان هذا بالنسبة لمولانا حدثا خرافيا وتهورا ومجونا ودعارة، بل كان هو المستحيل بعينه،

وقبل أن يسأل بنفسه عن سر تلك الصراخات أخرج شرطته المحصنة بالمقصات واصباغ السايلو الطليانية - ذات النكهة الفاخرة - ثم أعقب شرطته بجنود مدججين بأسلحة نارية وأسلحة مائية وصناديق من الرمل الصخري، ثم بعد الشرطة والجند خرجت جمهرة من النساء العاريات كي يغيرن عيون المتظاهرين صوب أجسادهن

ثم جاء موكب سيدنا الخليفة حافلا بالنساء والشمبانيا ومليئا بالغلمان والعبيد، ثم أعطى أوامر بالقتل وتفريق المتمردين بالمياه التي انبثقت من خرطومين هائلين في وجوه الشبيبة الهائجة مثل ريح قوي.

وبرغم هذا الموت السريع والزعيق البائس والذل، كان الخليفة ينصت إلي رجل يصرخ فينا ملء يأسه وماضيه:

- ليسقط هذا البطر المائع، لتسقط الضرائب غير العادلة، الموت لعميل الأوباش، ارفعوا الخليفة عن أعناقكم، اهجموا، لقد تهرأ لحمنا من الركود، اهجموا لا تخافوا من سكاكين الشرطة، ارفعوا أعناقكم وموتوا مرة واحدة أيها الرائعون.

كان الخليفة وهو يضحك بين غلمانه ونسائه العاريات يسأل همسا:

- ماذا يقول هذا الصبي الجميل؟

ثم أراد أن يقاضيه، علّ هذا الرجل الذي يأخذنا إلى الثورة يقنع أن يكون من رجاله المختارين.

كان من بؤس مدينتنا، أن القائد الذي جرّنا إلى التظاهر في وجه الخليفة وضد ما يسميه بالحكم الفردي أو الحكم العشائري، قد انسحب بكل جبروته وأنفه العريض إلى مولانا الخليفة وقد نصبه (محافظا) على جنوب الوطن العزيز، وبه انتهت آخر آمالنا الجميلة وندمت على كل اجتماعاتنا السرية التي توهمت فيها الصدق والصفاء.

وبعد ذلك التمرد والعصيان المهيب، شيء واحد تغير عندنا، فقد كثرت سجون الخليفة كما جملوها بآلات فلكلورية حادة لتعذيب كل المنتمين إلى المظاهرة، التي سميناها في ما بعد بـ (النكسة الكبرى) حيث كان الفشل آخر المحطات التي وقفنا بها، مستورين بالذل والكآبة والدماء التي نشفت ببطء وهدوء وغدا كل زادنا في السجون أن نقرأ رسالة أطيب أحبائنا الذي خطّ لنا تاريخ مدينتنا بابسط الكلمات:

(يا بلادي، يا بلاد الذين يموتون سرا، أودعك الآن، فقد أمر الخليفة، سيدنا جميعا، أن أكون الفدية لكل أسرى الحرب الأهلية التي فشلنا بها، وقد وقعت موافقا وأنا بكل قواي الجسدية والعقلية. أقلـّها يا بلادي أموت وحدي (علنا) لتفخر بي حبيبتي كلما احتفلت بعيد ميلادي).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(نشرت هذه القصة عام 1975 واعتقل الكاتب على أثرها وتعرض لتعذيب وحشي لمدة سنة واحدة فقط كسرت خلالها أطرافه وأنفه وبعض أسنانه
وخرج بعدها بمكرمة من القائد البطل وهو معافى تغمره الفرحة وكان أول ما قام بعدها هو ترحيل نفسه طوعا عن أرض الوطن بأسرع وقت ممكن)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى