عبدالوهاب لاتينوس - وسط جحيم الأنصاف!.. شعر

(1 )

حين ينتصف الليل ، فتلهب شمس
الوحدة ظهري بالسياطِ اللاهبة ؛
أصير بلا قدرة على التفكير ،
عفواً ، لا . ربما بذهنٍ مشوّشٍ
مِن رهقِ التفكير ، التأمّل ،
الجنون ، لستُ أدري!
وبلا قدرة على الحركة قيد أنملة
مكبّلٌ كتمثالٍ في ساحةٍ شعبيةٍ!
بل بلا قدرة حتى على الحياة!

(2 )

أزحف على جثةِ الوقتِ النافقة
كقرصِ شمسٍ بلونِ الدمِ
يتكسّر على جسدِ بحرٍ رائقٍ
في إستكانةِ المساء!

(3 )

ها أنذا المسحوق بأقدامِ النصفِ
في كلِّ شيءٍّ :
يسحقني نصف وطنٍ
ونصف منفى أيضاً
يسحقني نصف جسدٍ
ونصف حبيبةٍ أيضاً

(4 )

يطاردني نصف حياةٍ
ونصف موتٍ أيضاً
يطاردني نصف عقلٍ
ونصف جنونٍ أيضاً

(5 )

يطاردني نصفِ إنتصارٍ
ونصف هزيمةٍ أيضاً!
حتى في الشربِ ، في حاناتِ السُكرِ ؛
يطاردني نصف كأسٍ
ونصف سُكرٍ أيضاً!
العيش فظيعة جداً
وسط جحيم الأنصاف الذي لا يخبو ناره!

(6 )

ولكن أتدرون ما الجميل في ذلك النصف ؟
أن تعيش بنصفِ روحٍ
ونصف قلبٍ أيضاً!
أن تعيش بنصفِ ملاكٍ
ونصف شيطانٍ أيضاً!
لكن المؤسف جداً أنني لم أمتلك يوماً شيئاً
من هذه الأنصاف!

(7 )

في منتصفِ الليل أو في منتصفِ النهار ؛
لا أحاول سوى أن أكون ناقصاً في كلِّ شيءٍّ
أن أكون نصفاً لكلِّ شيءٍّ . نصفاً مِن كلِّ شيءٍّ
الكمال يخيفني جداً حدّ الفزع!


10/10/2019


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى