محمد الدفراوي - الحب يحرسنا سرا..

هو أسوأ بكثير مما يبدو عليه ، لم يفهم نفسه يوما ، لم يكن قد أوغل فيها ، يفتقدها كلما بحث عنها ، فولعه بالنساء افسد عليه ذكاءه ، شغفته حبا أنجلينا جولي و نيكول كدمان و فينيوس و أخريات لا يحصيهن رقن له و خفق قلبه لهن ، بالنسبة له كل حب إحياء لذكرى حب سبقه ، عاش مغامرات حب و نجا ، فالحب يحرسه سرا هكذا يردد ، تبدو كل الأشياء له مختلفة ، فالنفاثات يتفلن في وجهه السحر و الفكر ، و لسن من اللائي ينشدن جمالهن الآسر في تكلف التأنق البريء وحسن المظهر فحسب ، تقلب في عشق الجميلات ، ربما منعته الجميلة بسخريتها السوداء من الاستمتاع بجمالها لرعونته ، او عكس جمالها غباءها بصورة ألجأته إلى أولئك حمقاوات لا يخفين من اقدامهن الشقوق ... كان في حاجة إلي فهم النسوة اللائي عرفهن ، فما من مغامرة حب أكملها حتى النهاية ، الاقتراب من فهمهن بطريقة ما سيمكنه من تحسين الحب و قواه ، لم تعفه قدامة سنه من عضة الألم من فشله المتكرر ، إذ لم يعد يملك يقين الشاب المفتول ، صار الوقوع في الحب لايقل خطرا عن البدء في الكتابة ، كلاهما جنون و مخاطرة تقوده خارج الزمن ، لكن وهنت قواه فلا تسعفه ، و فقد قلبه عافيته ، فكثيرة هي تجاربه المحبطة التى لا تستحق ، كان يتشجع في كل مرة ويخوضها برهبة المغامر يستكشف تناقضاته ، فلا يملك نظاما جديرا بالثقة تجاه حبه لهن يحبهن و لا يعرف سببا واحد هجرهنه له ، و لا يعرف سببا واحدا أحببنه لأجله ، يستمتع بطاقته و قواه العظيمة في كل حب فحسب ، من وجهة نظره عليه ان يهيئ قلبه لتقبل الفجيعة في كل مرة يقع فريسة نزواته العاطفية التي يبررها بغروره الطفولي ، متأخرا ادرك ان الحياة تحتاج قدرا من السطحية بعيدا عن الأعماق الغامضة ، متحمسا يقول : سيكف عن الحب في المرات المقبلة ، سيكتفى بشعور المتعة الخجول الذي يمنحنه لى في أثناء الحضور .. بالتوازي سيكتب عن الحب كملهم ، ستقول لك مارغريت متيشل في رواية " ذهب مع الريح" : ان كنت تملك الحب ، تقاسمه مع اولئك المحيطين بك ؛ فلا تصدقها ، فقد دمرها الحب !!
سيكون الإنسان الذي يريده ان غادر نزواته كبراءة طفولة لا تعود ، لقد أجبر على الفرار من أي حب ...





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى