صالح رحيم - وجوهٌ كثيرة لجمجمة واحدة.. شعر

لم يعد هناك مكانٌ
لأرواحنا في السماء
لم يعد هناك مكانٌ
لأجسادنا في الأرض
ذنبٌ قبيحٌ في تاريخِ القتلة
أنت أيها الوطن
ولعنةٌ أبديةٌ
تقتاتُ على فضلاتِ الأسلاف،
لقد خلفت خيولاً تركضُ
في حناجرنا
كمعركة يحسمها السعال،
الدموعُ تخالطُ جثةَ الأبِ البعيد
فيما أطفاله
يحاولون الهرب من الألبوم،
لقد ختم الله
على وجهك بالخارطة
وختم على وجوهنا بك
وهذه مفارقة لعمري
لا يفهمها شاعر غبي
يدس روحه في لفافة تبغ
فينقع فيكَ
مثل مرض مزمن
أواه يا وطني
كم من مرض مزمن
أحصيت حتى الآن ؟
كم منهم قضى نحبه ؟
وكم منهم ينتظر ؟
يبدو أن هذا هو حتفنا
من الأبدية الفاجرة
-أملٌ ينطوي على نفسه
وآخرُ يبتكر شكاً
لكل حقيقة مطلقة-
نحن الذين تساقطوا
من شجرة الإهتمام .


2017

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى