محمد أحمد الروبي - داخل بيتٍ من الصّخر.. شعر

بصحراء.. عاصفةٌ تضربُ فجأةً وبقوة،
أبحث ولا سوى هذا المكان لأحتمي به؛
بيتًا من الصخر غامضًا وكبيرًا،
بملامح هي اشتياقاتٌ للبشر وعطنهم.

غريبًا عن كل شيءٍ تظنه،
كمثل مخلوقٍ أنجبتهُ الأرضُ في ميثولوجيا قديمةٍ
يقفُ عاريًا بواجهة الغروب
اللا متناهية كآباته.

على جزءٍ مرتفعٍ وناتيءٍ لمدخله المُدلهمُّ
بومٌ بدتْ مُتفاجئةٌ حين ولجتُه
ومن مكانها، بعينيها الكبيرتين
راحت تتتبّعُني.

بينا خُنفساءَ بهسيسٍ مسموعٍ،
في الزاوية البعيدة هناك، تُكابدُ خروجًا من قلب
رفات جيفةٍ؛
تناهتْ الريح إلى أذنيَّ صراخَ فتاةٍ،
متهدّجًا ضحلاً من البعيد أتى!

وسط حجرةٍ شحبت الرؤيةُ فيها،
تسطّحتْ حبّاتُ البطاطا البُنّيّةُ–السوداء
على أرضيتها الدّبقة
وتراءت لي كما رؤوس موتى قُبروا جماعةً،
بالدَّعة والذهول العارم
سربلَ القدَر أرواحهم اليائسة.

# محمد الروبي


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى