مروى بديدة - بياقة قميص باردة.. شعر

كي لا يمر الصوت الرديء من حنجرتك
بسروال داخلي ممتاز
كي لا تتحسس و أنت تهرش رأسك بأظافرك
بشعر مجعد لا يحتمل الأسئلة الجانبية
عليك الذهاب هكذا الى متجر الأنياب و العظام
البائعة هناك بأسنان فضية مغرية
مثيرة للحنين و النوم
بأكتاف ضخمة و كواحل مستقيمة و سميكة
أخبرها أنك عائد من الحرب و الحرائق
أخبرها أن عيونك مقلوبة و قزحيتك ضائعة
أخبرها أن الأبيض أكثر من الأسود في أحداقك
أن لك مائة عين ..ربعها في مؤخرتك المتعبة
أن الجلوس في كرسي متحرك يخلق عيونا جددا
أن المفاصل تأتي بالتدريب و القفز ...
أنك رخوي جدا هارب من التجنيد ...
و كي لا تكلفك أجزاؤك أثمانا باهظة ...
إسحب قضيبك برفق ...
قل للبائعة السمراء ...
يا بلادي خرجت منك بقضيب سميك و طاهر ..
دفنت فيه صراخ أحداهن
حين قالت : لا تمت قبل أن ننجب أولادا حزانى
الشفقة !
...اصنع شفقتك و أنت في المتجر
اصنعها بأطراف أصابعك و رموشك
و بقايا الخراطيش في دمك البني
و أنت تتبرز
و تكتم الرائحة في شرايينك الزرقاء
ستحاول البائعة مرة أخيرة
أن تلف لك أنيابا صلبة
و فروا و ذيلا طويلا...
عمودا فقريا مقوسا و حبالا صوتية ليلية
ثم تصرخ في وجهك :
انبح
انبح
عووووو
يا كلبي المعذب




  • Like
التفاعلات: الشاعر سعد جاسم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى